اقرأوا لهذا الرجل جيدًا وابحثوا فى سيرته السياسية والعملية والأكاديمية لتعرفوا كيف كانت تركيا، وكيف أصبحت، فى أقل من 10 سنوات. كيف كانت دولة هامش تتنازعها الخلافات الداخلية والتوترات الخارجية فتحولت إلى دولة مركز تقع الآن فى قلب العالم الإسلامى والعربى بملفاته وقضاياه الساخنة.
الدكتور أحمد داوود أوغلو.. الاسم والصورة المشرقة التى ارتبطت فى أذهان الشعوب العربية والإسلامية بالمواقف الوطنية الشجاعة، وبالعظمة والشموخ التركى، والذى وقف واثقًا من قدرات بلاده، وتاريخها وموقعها منذ يومين ليعلن طرد السفير الإسرائيلى من بلاده الحرة ردّا على تقرير الأمم المتحدة الذى يبرئ إسرائيل من المجزرة التى قامت بها ضد أسطول الحرية التركى لكسر الحصار على غزة.
أقل ما يوصف به الدكتور أوغلو وزير الخارجية التركى - 52 عامًا - أنه مهندس العلاقات الخارجية التركية، وصانع تاريخها المعاصر فى فترة زمنية قياسية، وعندما تولى حقيبة وزارة الخارجية فى مايو 2009 لم يأتِ فقط كموظف بدرجة وزير، مثل غالبية وزرائنا، وإنما جاء كمفكر استراتيجى، وصاحب نظريات سياسية، ومؤلفات، وكأستاذ للعلاقات الدولية فى جامعة بيلكنت فى إسطنبول.
رسم أوغلو خارطة الطريق للسياسة الخارجية التركية فى كتابه الشهير «العمق الاستراتيجى.. دور تركيا وموقعها فى الساحة الدولية»، وزاوج بين النظرية والتطبيق، وتحولت رؤاه وأفكاره لدور بلاده فى الساحة الدولية إلى واقع يتجسد ويتشكل على الأرض، ليضيف إلى منظومة التغييرات الجوهرية، والتطورات الإيجابية فى الجمهورية التركية، منذ وصول حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان وجول بعدًا جديدًا لدفع بلاده إلى مركز الأحداث فى المنطقة. ويرجع بعض المراقبين الفضل فى الصعود التركى الجديد لجملة من التحولات الثقافية والسياسية والاجتماعية المهمة، ولعدد من النظريات المحفزة للتغيير، التى صاغها الدكتور أحمد داود أوغلو، عندما كان أستاذًا للعلاقات الدولية خاصة نظرية «العمق الاستراتيجى» والتى عبر عنها بكلمات موجزة، فقال: «إن تركيا لديها الآن رؤية سياسة خارجية قوية نحو الشرق الأوسط والبلقان ومنطقة القوقاز. سنسعى لدور إقليمى أكبر، ولم نعد بلد رد فعل».
يرى أنه لكى تكون ناجحًا فى إدارة العلاقات الدولية يتعين عليك مراعاة «التوازن» الدقيق بين قوة الأمر الواقع، وقوة الحق الأصيل، وأنه لا يجوز المغامرة بمواجهة قوة الأمر الواقع دون استعداد كافٍ، كما لا يجوز التفريط فى قوة الحق الثابت الأصيل، وأنه يمكن إنجاز الكثير فى المسافة القائمة بين «قوة الأمر الواقع»، و«قوة الحق الأصيل».
اقرأوا لأوغلو جيدًا لتعرفوا كيف تطورت تركيا، ولماذا طردت سفير إسرائيل، ولماذا تتراجع مصر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
بحب بلدى
حزب العدالة حارب ضد علمانية أتاتورك و عاد بتركيا إلى مجدها و عزها
عدد الردود 0
بواسطة:
بحب بلدى
تركيا تركت العلمانية عمليا و إن ظل الدستور نظريا يقول بها
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن عصمت
الافكار الاساسية
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ عبدالعليم
الاسلام هو الحل
عدد الردود 0
بواسطة:
منذر السلفي
شكرا ي استاذ سنهوري