وصف الكاتب السورى سمير العيطة رئيس تحرير الطبعة العربية من لوموند ديبلوماتيك ما حدث فى المنطقة العربية بـ " تسونامى شبابى أطاح بسلطة ما فوق الدولة، وحذر من أن ينتهى الربيع العربى بتحالف الممالك الخليجية مع الغرب للهيمنة على الجمهوريات العربية التى تدخل فى مرحلة تحول، ووضع ثورة سوريا فى مفترق طرق الربيع العربى وقال نجاحها سيكون جيد بالنسبة للمنطقة وفشلها سيحول الربيع إلى شتاء قارص.
وأضاف العيطة خلال القاء المفتوح الذى أقيم مساء أمس بمكتبة ميريت بوسط القاهرة مساء أمس السبت أنه منذ القدم تقوم المنظقة العربية على ثلاث أعمدة سياسية تونس ومصر وسوريا، قامت ثورة فى اثنتين منهم وباقى أن ندعم ثورة الثالثة لتكتمل الصورة، مشيرا إلى قوام الثورة من الشباب الذى نما مهاراته بالمعرفة والإحتكاك التكنولوحى وأصبح على على قوة العمل ولا توجد فرص متاحة ، وإن كانت هذه الظروف فى دول غير قمعية ستقوم ثورة أيضا".
وحذر العيطة من محاولات الدول الخليجية من فرض سيطرتها على الثورات العربية ومحاولة التحالف مع الغرب ليكون لهم دورا فى الفترة القادمة، وقال " الخليج يعانى من أزمة الآن وفوائض دخل لا يجد مصارف لها ، وتطلع الدول هناك لان تكون مصدر الاستقرار فى المنطقة، وهناك مشروع ثورة فى اليمن لكن تتدخل السعودية لتأخير الحسم فيها، لأنها تعلم أن نجاح لثورة اليمن سينتقل إلى السعودية، لأن الربيع العربى لن يؤثر على الجمهوريات فقط ولكن سينتقل أثره إلى الممالك أيضا والبحرين أفضل دليل ولكنه تحول إلى صراع بين السنة والشيعة وتدخل السعوديين أيضا للسيطرة عليها.
وتساءل العيطه "لماذا اهتم المصريون أكثر بثورة سوريا ولم يدعموا البحرين بنفس القدر، ويعتقد العيطة أنه ليس هناك نية لإقامة دولة دينية فى سوريا، مثلما يدور الحديث فى مصر لكن هناك تنظيم إخوان مسلمين وسلفيين، وعلى سوريا إن لم تذهب لحرب أهلية، أن تقيم دولة مدنية على النموذج التركى لأن بها موزاييك متنوع أخلاقى ودينى".
وأشار إلى أنه طلب ليكون أحد أعضاء المجالس الإنتقالية ومناقشة مستقبل البلاد ولكنه رفض التوقيع على إى خطاب توافقى قبل أن يتم الاستقرار على ميثاق يحدد شكل الاتفاقات من خلال وثيقة دستورية تحفظ حقوق الأقليات وتمنحهم الفرصة للتمثيل، لأن المثقفين السوريين لا يريدون أن يقعوا فى نفس خطأ المصريين فى الجدل الثائر الآن حول الدستور والانتخابات.
وأكد على أن دور المثقف فى الدول العربية أن يطرح الأمور بشفافية ويوضح طبيعة المعارك السياسية ويكون جريئاً فى طرح رؤيته، وقال "المثقف يجب أن يكون له دورا فى المرحلة المقبلة والمثال فى المفكر برهان غليون، واختياره ليكون رئيس المجلس الانتقالى فى سوريا، وهو رجل ومثقف وليس سياسيا، وأعتقد أن مفكر أكثر نضجا من غليون هو ياسين حاج صالح وليس سياسيا أيضا ولكنه رفض أن يتماشى مع الإسلاميين بمصطلح الدولة المدنية، وفضل أن يستمر فى موقعه كناقد اجتماعى مما يجنب سوريا نفس السيناريو التى تمر به مصر الآن.