"السياحة" تُحذّر من كارثة تفوق أزمة المعتمرين.. وغرفة الشركات تدعو لتشكيل لجنة أزمات لإدارة تنظيم الحج.. وتقاعس الوزارة عن مراقبة برامج الشركات وراء الأزمة

حذرت غرفة شركات السياحة من كارثة حقيقية خلال موسم الحج القادم، تفوق بكثير أزمة تكدس المعتمرين، إذا لم يتم تدارك الأخطاء التى حدثت خلال الثلاثة أيام الأخيرة فى رمضان، والتى اعتبرها مسئولو الغرفة نقطة سوداء فى ثوب ناصع البياض لموسم العمرة، وللعلاقة بين مصر والسعودية.

طالب ناصر تركى، نائب رئيس غرفة الشركات ورئيس لجنة السياحة الدينية، بتشكيل غرفة عمليات من الآن لإدارة أزمة متوقعة خلال موسم الحج، على أن يراعى فيها الرأى الفنى من منظمى الحج والعمرة، والذين لديهم خبرات متراكمة فى التعامل مع ضيوف الرحمن، مشيراً إلى أن الغرفة سوف تعقد اجتماعاً الأسبوع القادم مع 247 شركة، هى إجمالى الشركات المنظمة للحج هذا العام، وذلك لوضع الآليات لتقديم أفضل الخدمات للحجاج .

شدد تركى على ضرورة تعاون الأطراف الأخرى المسئولة بالدولة لإخراج موسم حج جيد، وأن تتفهم الرأى الفنى جيداً سواء من الجانب المصرى، ممثلاً فى وزارتى السياحة والداخلية التى تتولى رئاسة بعثة الحج بالكامل، أو الجانب السعودى ممثلاً فى وزارة الحج، موضحاً أن هذه الأطراف مسئولة من الآن عن تنفيذ المطالب لراحة الحجاج، وأهمها توفير صالات للوصول والسفر لحجاج السياحة وتبسيط الإجراءات بالمطارات لتقليل الوقت، بالإضافة إلى انتقاء شركات النقل الخاصة بالحجاج ومعاينتها والتفاوض مع مؤسسة الطوافة على تقديم خدمات تتناسب مع الأسعار المسددة، خاصة فى مشعر منى، بالإضافة إلى طلبات أخرى سيتم رفعها إلى وزارة السياحة للتنسيق مع الوزارات المعنية بالحج .

وأضاف أن غرفة الشركات فى حالة عدم تحقيق أى مطلب لراحة الحجاج لن تتهاون أو تتوانى عن عقد مؤتمر صحفى لإبراز المعوقات التى تسببت فيها أى جهة، مهما كانت، مطالباً الأزهر الشريف ودار الإفتاء ببذل جهودها لتوعية الحجاج من الآن فى كافة القنوات الفضائية والإعلام المرئى والمسموع لإبراز السلوك الصحيح للحج، وكيف نتعلم الصبر والإيثار ولكن فى مقابل ذلك علينا كشركات أن نكون فى خدمة ضيوف الرحمن، فهو شرف لأى إنسان أن يؤدى تلك الخدمة .

قال تركى، إن موسم العمرة نجح بامتياز طوال 210 أيام، ولم يكن هناك أى مشكلة سوى الثلاثة أيام الخيرة من رمضان والشركات السياحية ليس لها أى ذنب فى ذلك، لأن المعتمر لا يدخل قرية الحجاج من الأساس دون الحصول على تذكرة سفر مؤكدة، كما أن المعتمر على حق تماماً وله حقوق فى المطالبة بتعويضات من شركات الطيران .

وأضاف أن الغرفة رفعت مذكرة إلى وزارة السياحة للمطالبة بحقوق المعتمرين المتضررين من الأزمة الأخيرة، لأننا كغرفة لا نملك مخاطبة دول أخرى، مشيراً إلى ضرورة الاعتذار لكل المعتمرين، لأن هناك بنودا فى ضوابط الإياتا تحفظ حقوق الركاب، كما أن سلوك بعض المعتمرين كان سيئاً وأدى إلى تفاقم المشكلة، فالذى حدث بمطار جدة لا يصدقه عقل، فالمعتمرين وصلوا إلى مهابط الطائرات وافترشوا ممرات الطائرات الطرقات، وهى كارثة بكل المقاييس، فكان لابد من إعادة جدولة الرحلات ونقل المتخلفين إلى استراحات مجهزة طبقاً لقانون الإياتا وبإقامة كاملة، طالما أن الخطأ ليس من الراكب، ولكن غير مقبول أن يتعدى المسافر على العاملين بالمطارات أو يقتحم الطائرات، قال تركى، إننا نحمد الله أن السلطات السعودية لم تتعامل بقسوة مع المعتمرين وإلا حدثت كوارث لا نعلم مداها، موضحاً أن هذا الهرج أدى إلى تأخير آخر للطائرات .

من ناحية أخرى، اتهم مصدر مسئول بقطاع الطيران الخاص، رفض ذكر اسمه، وزارة السياحة بأنها السبب الرئيسى وراء أزمة تكدس المعتمرين بمطار الملك عبد العزيز فى جدة، بعدم إحكام رقابتها على بعض برامج شركات السياحة المنظمة لرحلات العمرة، والتى تلاعبت فى مواعيد العودة وحجزت للمعتمرين مواعيد متأخرة فى الأسبوع الأول من شوال، أصرت على حضورهم فى نهاية شهر رمضان الماضى، حسب اتفاق شركات السياحة مع الخطوط السعودية، وهو اتفاق غير مكتوب، مما أدى إلى زيادة التكدس فى الوقت الذى خفضت فيه الخطوط السعودية رحلاتها، مما أدى إلى تفاقم الأزمة.

أكد المصدر أن المعتمرين ليس لديهم الحق فى مطالبة الخطوط السعودية بالتعويض، رغم أنه حق أصيل من حقهم، طبقا لضوابط منظمة الإياتا، والتى تشترط أن يتم نقل الركاب فى حالة تأخر طائراتهم، بسبب شركة الطيران لأكثر من 6 ساعات إلى أى فندق قريب من المطار مع توفير الإقامة الكاملة له على نفقة شركة الطيران.

وشدد المصدر على إدانة الخطوط السعودية فى الأزمة الأخيرة بتراخيها فى توفير إقامة لائقة للمعتمرين الذين افترشوا صالات المطار بجدة، وهو سلوك يجب محاسبة الطيران السعودى عليه.