تأتى هذا العام الذكرى السادسة لحريق مسرح بنى سويف بالتزامن مع انعقاد الجلسة الثالثة لمحاكمة الرئيس المخلوع مبارك ففى الخامس من سبتمبر منذ 6 أعوام كان مبارك يقرأ فى الصحف أن هناك 50 مواطنا راحو ضحيتة إهماله، وتقصير حكومته فى أداء واجبها وكعادته لم يتحرك له ساكن، ولكن 5 سبتمبر 2011 لمسها أهالى الشهداء مختلفة تماما، حيث اعتبرتها حنان مصطفى زوجة الفنان بهائى الميرغنى أحد شهداء الحريق الآليم هى اللحظة الحقيقية للأخذ بالثأر لزوجها.
وبدا على حنان سعادة بالغة عندما علمت بهذه الصدفة فى تزامن الحدثين قائلة: "أنا لم أكن لمبارك غلا أو ضغينة أو أمنية بحكم بالإعدام، ولكن أنتظر اللحظة التى أستمع فيها لاعترافه بجرائمه التى ارتكبها تجاه الشعب المصرى، مضيفة إلى أنها كانت تتمنى فقط لو يتم محاكمة عسكرية باعتباره رجلا عسكريا، معتبرة أنه قمة الظلم أن يُحاكم المدنيين عسريا ويُحاكم هو مدنياً".
وأكدت حنان أنها لم تصرف مليما واحدا كتعويض عما حدث لزوجه، مشيرة إلى أن وزارة الثقافة مازالت تدخل معهم فى مواجهة بالمحاكم ومازالت ترفض الاعتراف بذنبها تجاههم وطعنت على الحكم الذى حكمت به المحكمة المدنية بالتعويض.
فيما أعربت السيدة سماسم زوجة المخرج حسنى أبو جويلة أحد ضحايا الحداث عن أسفها الشديد من تعامل وزارة الثقافة معهم، قائلة فى غضب: "أنا لا أحتاج من الوزراة كل عام أن تدعونى لحفل تكريم أو تأبين لزوجى ظنا منها أنها تذكرنى بوفاته أو لتواسينى، ولكن أرغب فى لمس حل عملى أشعر من خلاله بمحاولة وزارة الثقافة لرد جميل من ضحوا بأرواحهم فداء فنهم"، لافتة إلى أن زوجها كان من هواة العمل المسرحى وليس موظفا بالثقافة الجماهيرية وكان دائم المشاركة فى مهرجان مسرح الأقاليم".
وتابعت أنها سوف تلمس أنها أخذت بالثأر لزوجها عندما ترى تغييرا حقيقيا وملموسا فى أوضاع مصر كلها، لأن الفساد والإهمال هما السببان الرئيسيان فى وفاة زوجها"، مشيرة إلى أن توظيف للشباب وتولى شئون مصر رجال شرفاء وإصلاح المستشفيات والتعامل الآدمى مع المرضى قد يكون أبلغ شعور، لافتة إلى أن زوجها توفى بعد وقوع الحادث بيومين، نظرا للأهمال الذى تلقاه بالمستشفى لعدم وجود الأدوية اللازمة لعلاج الحروق التى أصابته، بالإضافة إلى التعامل غير الآدمى من قبل الأطباء والتمريض.
وأشارت إلى أن وزارة الثقافة كانت قد وعدتهم من قبل بتوظيف زوجات الضحايا بالهيئة العامة لقصور الثقافة وقامت بإرسال أوراقها، وكلما ذهبت للمسئولين لتعرف مصيرها، لم تجد رد سوى العبارة الشهيرة "فوت علينا بكرة".
وأعربت عن حزنها الشديد عندما علمت أن بعض أسر الضحايا وخاصة من كانوا أعضاء لجنة التحكيم قد حصلوا على تعويضات وصلت إلى 20 ألف جنيه فى حين أنها حتى هذه اللحظة لم تحصل على أى شىء، مؤكدة أن التعويض المادى لن يعوضها ما فقدته لكن التمييز والتفريق فى التعامل مع أهالى الضحايا هو المحزن فى الأمر، قائلة فى لهجة عتاب لحكومة الثورة "كنت أظن بعد الثورة أن يطرق بابى شخص ما يبلغنى أن عصام شرف أصدر قرارا بتعيين ابنى، تكريما له لأنه ابن شهيد حريق بنى سويف".