تستعد الهيئة العامة للآثار والتراث بوزارة السياحة والآثار العراقية لافتتاح المتحف الوطنى العراقى، بعد إغلاق استمر منذ الغزو الأمريكى عام 2003، وتعرضت مقتنياته من القطع الأثرية التاريخية إلى أكبر عملية نهب فى تاريخه.
وقال قيس حسين رشيد رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث فى تصريحات صحفية نقلها موقع "الجزيرة"، إنه من المقرر أن يتم افتتاح المتحف فى نوفمبر المقبل، مشيرًا إلى أن عدد القطع الأثرية التى ستعرض للجمهور ستتجاوز مائتى ألف قطعة، موضحًا أن أعمال الجرد ما تزال مستمرة فى المخازن، حيث من المتوقع أن تصل موجودات المتحف إلى أكثر من مليون قطعة أثرية، وأن هناك نية لاستبدال القطع الأثرية المعروضة بين فترة وأخرى.
وأشارت أميرة عيدان مديرة عام المتاحف العراقية إلى أن عدد القاعات سيبلغ 23، وستكون جميعها مؤهلة، كما أن الإنارة وكاميرات المراقبة وأجهزة الإنذار الخاصة بالمتحف متكاملة تقريبًا.
وفى نفس السياق، قال محسن حسن مدير المتحف لـ"الجزيرة نت"، أن الاستعدادات للافتتاح جارية، وأنه قد تم الانتهاء من تهيئة عشرين قاعة، منها قاعتا عصور ما قبل التاريخ، وقاعات العصور السومرية والأكدية والبابلية، وقاعة الألواح الآشورية الكبيرة، وقاعة حمورابى، وقاعة العاجيات والكتابات المسمارية، وقاعات إسلامية"، مؤكدًا على أن جميع المعروضات فى الافتتاح ستكون آثارًا أصلية وذات أهمية كبرى، وتتجاوز المئتى ألف قطعة، وأن هناك قطعًا أثرية أخرى كثيرة سيتم عرضها بين فترة وأخرى للجمهور، كى يشعر بالتجديد فى عرض مقتنيات المتحف.
وحول القطع الأثرية التى سرقت بعد الغزو الأميركى وأعيد قسم كبير منها، قال "حسن"، إن أغلبها كانت من مخازن المتحف العراقى، والقطع الأثرية التى سرقت من قاعات المتحف كانت قليلة وتمت إعادتها إلى المتحف وستعرض فى الافتتاح، إضافة إلى تلك التى تم العثور عليها فى عمليات التنقيب عامى2007 و2008.
وأشار حسن إلى أن المتحف وجه دعوات للكثير من علماء الآثار والمنقبين والمهتمين بتراث العراق الحضارى، الذى يمتد لأكثر من ستة آلاف سنة، من مختلف دول العالم لحضور الافتتاح.
وقال عبد الزهرة الطالقانى الناطق باسم وزارة الآثار والسياحة إن الوضع الأمنى الحالى فى العراق يتطلب توفير حماية خاصة للآثار المعروضة، باعتبار أن الدخول سيكون متاحًا للجميع.
وعن أهمية إعادة افتتاح المتحف الوطنى العراقي، قال خبير الآثار العراقى بهنام أبو الصوف إن القطع التى سرقت فى العاشر والحادى عشر من إبريل 2003 وأعيدت إلى المتحف، وهى بحدود عشرة آلاف قطعة، ستعرض فى قاعة خاصة للتذكير بما تعرضت له الآثار العراقية نتيجة الغزو.
وطالب أبو الصوف المسئولين عن المتحف بالعمل وفق الأساليب التى تتبعها أغلب متاحف العالم، وهى تعيين متقاعدين من العسكريين ورجال الأمن ذوى الخبرة كحراس فى قاعات المتحف، إضافة إلى توفير الحماية الإلكترونية والكاميرات وغيرها.
يذكر أن المتحف الوطنى العراقى من أهم المتاحف العالمية، وهو يقع فى منطقة الصالحية وسط العاصمة بغداد، وهو أقدم المتاحف وأهمها فى العالم وتأسس عام 1923، ويعود إلى آلاف السنوات قبل الميلاد، وكان يضم عدة قاعات صغيرة فى القشلة - ديوان الحكومة سابقًا- قبل انتقاله إلى مكانه الحالى.