إيهاب الطباخ يكتب: الوضع فى مصر.. مستقر غير آمن

الجمعة، 30 سبتمبر 2011 02:29 ص
إيهاب الطباخ يكتب: الوضع فى مصر.. مستقر غير آمن صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مستقر لأنها ببساطة مصر وليس غيرها. وحدة واحدة منذ عهد مينا، وحقيقة لا أعلم ما الذى وحده مينا، "هى متوحدة خلقة" ولكن منذ عهد "مينا" إلى الآن لم يحدث أى انفراط فى عقد الدولة المصرية، بل لا أبالغ إذا قلت إن مصر هى وحدة للعالم بدون أى مبالغة.

وحدته حين تكالب عليها فى عهود سابقة فكانت قبلته الاستعمارية كما كانت قبلته العلمية والفلسفية، فى عهود أبعد، وكانت واسطة العقد الذى لايكون بغيرها، بل إن الاكتشافات الجديدة - كما يقول جمال حمدان- "قد جعلت من مصر ركن الزاوية بحق بين عوالم وقارات جديدة أكثر منها مجرد نواة فى حلقة أو دائرة مغلقة، بل إن الأبعاد الحقيقية والشخصية الكامنة لموقع مصر لم تكتمل وتبرز فى الحقيقة، إلا بعد هذا التوسع فى العلم المعمور".

وغير آمن لأن المجتمع قد انقسم إلى قسمين لهما ثالث –لا ينتمى إلى أيهما- ولا يؤثر لا فى هذا ولا فى هذا، ولكنه موجود مثل غثاء السيل لا قيمة له.

نعود للقسمين، فالأول يعى ويفهم ويحسن التفاهم والتصور ويعرف حقوقه وواجباته وحقوق بلاده ويدافع عنها بحياته وبكل غالى ونفيس، هؤلاء لا يتكلمون، بل يفعلون وفى كل ميدان يجاهدون ولا يعرفهم الإعلام ولا يلتفت إليهم، لأنهم ليسو نجوما وقد أحسن صنعا حين انصرف عنهم كى لا يفسدهم كما أفسد غيرهم.

والقسم الثانى أيضا لا يتكلمون بألسنتهم ولكن بأيديهم وبأسلحتهم وبحناجرهم وبسلطاتهم، نسميهم اختصارا "البلطجية"، وفى رواية "البلطجة" وفى رواية "الشبيحة" ومنهم الرئيس المخلوع وحاشيته وغيره من الزعماء العرب.

هؤلاء تراهم فى الطرقات فى حوادث الطرق ومسجلو الخطر وغيرهم، "البلطجة سلوك وليست صفة أو مهنة"، وأهل كل سفينة كأهل سفينة الرسول – صلى الله عليه وسلم- الذين جاؤا فى حديثه قد استقر بعضهم فى أعلاها واستقر بعضهم فى أسفلها، وبقى الذين فى أسفلها-مع توافر حسن النية فى حالة الحديث- على ضعة مكانهم وتفكيرهم هم أصحاب القرار فى الخراب والتدمير، مع ظنهم أن هذا من حسن الفطن.

وفى حالتنا زاد الأمر سوءا، أن اجتمع نفر من أعلى مع نفر من أسفل- وبالطبع لا يعوزهم سؤ النية- على الدمار والخراب من كل صنف ولا أظن أنى أظلمهم، فالدليل على ذلك هو أنه منذ قيام الثورة لم نسمع دعوة واحدة للعمل، لا من ليبرالى ولا سلفى وكأن الدنيا لم تخلق إلا للمظاهرات والاعتراض.

أخيرا لكى الله يا مصر، زادها الله استقرارا وأمانا إلى يوم الدين.
آمين





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة