اتهام لاعبى الدورى الإيطالى بـ"الخيانة" بسبب الإضراب

أثار إضراب لاعبى الدورى الإيطالى ردود أفعال واسعة فى وسائل الإعلام الإيطالية خلال الأيام الماضية، بعدما تسبب هذا الإضراب فى تأجيل الجولة الأولى من الكالشيو إلى أجل غير مسمى، نظرًا للخلاف القائم بين رابطة أندية المحترفين واتحاد اللاعبين.

يدور الخلاف حول نقطتين أبرزها قرار الحكومة الإيطالية بفرض ضريبة على اللاعبين أصحاب الأجور المرتفعة؛ بسبب الأزمة المالية التى تضرب البلاد مؤخرًا، تحت مسمى "ضريبة التضامن" على أن يتحملها اللاعبون فقط، فضلا عن المادة 7 فى لوائح رابطة الأندية والتى تحرم اللاعب المستبعد من تشكيل الفريق الأساسى والاحتياطى من المشاركة فى التدريبات الجماعية لفريقه، وتجبره على التدريب منفردًا، وهو ما يرفضه اللاعبون، لأنه يؤثر بالسلب في لياقتهم البدنية.

من جانبها وصفت صحيفة "إيطال نيوز" الإلكترونية لاعبى الدورى المضربين بـ"الخونة"؛ نظرًا لرفضهم تحمل الضريبة التى فرضتها الحكومة عليهم، ولا سيما أن البلاد تمر بحالة اقتصادية صعبة فى الفترة الأخيرة، لوجود 1.2 مليون عاطل بها تحت 35 عام، فضلا عن الديون التى تقدر بنحو 1.9 تريليون يورو، وهو ما يضع الحكومة فى موقف حرج حيث ترفض اتخاذ قرار متحيز للاعبى كرة القدم أصحاب المكانة الرفيعة داخل المجتمع، على حساب دورها الأساسى فى وضع التدابير اللازمة للخروج من الأزمة الاقتصادية، وهو ما يوسع الفجوة بين الطرفين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء اللاعبين "زادوا الطين بلة" بهذا الإضراب، بسبب الخسائر المادية الكبيرة التى تكبدتها العديد من الجهات التى تأثرت بتعطيل المسابقة، وأبرزها التليفزيون والشركات الراعية للكالشيو، وأوضحت الصحيفة أن فكرة إضراب اللاعبين أمر مثير للجدل داخل إيطاليا؛ حيث إنها لم تحدث من قبل سوى مرة واحدة عام 1966.

فى سياق متصل، انتقد جيانلويجى بوفون قائد المنتخب الإيطالى وحارس مرماه سياسة إضرابات اللاعبين التى عرقلت بداية الموسم الجديد للدورى الإيطالى، معترفًا فى الوقت نفسه بوجود مشكلات كبيرة يعانى منها اللاعبون فى الكالشيو، إلا أن الإضراب ليس حلا لتلك المشكلات.

وقال بوفون فى تصريحات لصحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الإيطالية إنه يشك فى نوايا الرابطة التى أعلنت هذا الإضراب، لأنه غير مجدٍ بالنسبة للاعبين فى الوقت الحالي، فضلا عن أنه حصر مشكلات اللاعبين فى الضرائب والتدريب فقط، وأغفل الكثير من السلبيات التى يعانون منها خلال مشاركتهم فى الدورى، وهو ما وصفه الحارس الدولى بـ"عدم الحكمة" فى إدارة الأزمات من جانب الرابطة، الأمر الذى أدى إلى تشتيت الانتباه، وإبعاد الجميع عن المشكلات الرئيسية بالدورى.