إنعام محمد على ومحمد السيد عيد.. ثنائى التفاصيل الإنسانية المرهفة

السبت، 03 سبتمبر 2011 04:10 م
إنعام محمد على ومحمد السيد عيد.. ثنائى التفاصيل الإنسانية المرهفة المخرجة أنعام محمد على
كتب جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قليل جدا من مخرجى الدراما التليفزيونية من يهتمون بالتفاصيل فى صناعة المشهد وتأتى المخرجة إنعام محمد على فى مقدمة هؤلاء القلة، فهى مخرجة مخضرمة استطاعت هذا العام أن تقدم عملا فنيا يجمع بين الصورة المبهرة شديدة الثراء وبين الموضوع الجذاب، وبرغم أنها تقدم سيرة لعالم قضى كل تفاصيل حياته فى العلم والبحث العلمى الجاف والنظريات والفيزياء، لكنها قدمت صورة تقترب إلى السينما منها إلى التليفزيون عن طريق الاهتمام بحركة الممثل داخل الكادر وحركة يديه وعينيه وحتى مشاهد المجاميع تشعر وأنت تشاهدها بتفاصيل كثيرة سواء بالتركيز على وجوه بعض الناس لالتقاط رد فعل معين أو التركيز على قطعة ديكور لتوصيل إحساس بشىء محدد وهكذا.

اختيار الممثلين أيضا من أهم ما يميز المسلسل، فملامح اسرة مشرفة تبدو وكأنهم أخوات بالفعل وهناك روح تسود بينهم تشعرك بدفء الأسرة المصرية فى تلك الحقبة فإنعام محمد على بالفعل هى ملكة فى اختيار الممثلين فى الأدوار المناسبة منذ اختيارها لصابرين فى مسلسل "أم كلثوم" التى لم يتوقع أحد مطلقا نجاحها ولكنها راهنت عليها وها هى تراهن على أحمد شاكر عبد اللطيف وتنجح فى الرهان.

وإذا ما تركنا الإخراج المتميز ونظرنا نظرة متأملة فى السيناريو الذى صاغه الكاتب محمد السيد عيد سنجده صاغ سيناريو محكما لا توجد به جملة دون معنى ولا مشهد لمجرد المط، لكنه رصد بقلمه تفاصيل حياة العالم المصرى على مصطفى مشرفة وتفاصيل عصره كخلفية لسيرته ليؤكد على أن عصر مشرفة ليس ببعيدا عن عصرنا وما أشبه الليلة بالبارحة من حيث الفساد والثورات ضد الظلم، ولكنه بجانب هذه البانوراما السياسية لم ينس اللحظات الإنسانية والقصص الرومانسية التى بدأ بها المسلسل من خلال قصة حب العالم المصرى مشرفة بالفتاة الإنجليزية التى رفض والدها زواجهما بمنطق العنصرية لكون مشرفة مصرى وبلاده تحتل مصر.

بحق مسلسل "رجل لهذا الزمان" يستحق عن جدارة أن يدرس كسيرة ذاتية لعالم مصرى فى مدارسنا وجامعاتنا ليتعرف الجيل الجديد على قيمة العلم والعلماء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة