لازال المشهد السياسى مجهول الطريق غير بادى المعالم صعب فيه توقع النتائج حالة من الخلط بين المنطق والمعقول، وبين الوطنيين ومن أسموهم بالفلول.
محاكمات تجرى على قدم وساق لتبحث عن فاعل أصلى شرب من دماء المصريين حتى الثمالة فساقته قدماه مخمورا مغيب الوعى والضمير، فقتل المتظاهرين فى ميادين تحرير مصر، ثم ألقى بنفسه ليفيق فى مياه النيل ولازالت ذوارق الإنقاذ تبحث عنه كما فعلت بغارقى عبارة السلام المنكوب واقعة ومعاهدة.
جدل سفصطائى عقيم يثور ويدور ملأ أسماع الشعب وصدع العقول عن ادعاءات الوطنية وتعدد دروب الإصلاح وبرامجه والشارع لا يلمس سوى المزيد من المعاناة على كافة الأصعدة وأوجه الخدمات.
لقد تفتتت قوة الدفع لثورة عظيمة ولدت سليمة بعفويتها عادلة فى مطالبها، سلمية فى وسائلها بعد أن راحت قواها تتمزق فى ائتلافات رغم توحد أهدافها، وتتحزب فى رموز لا تنأى عن شبهة الانقسام والتعدد. وماج وهاج الشارع ما بين المطالب الفئوية والسياسية والانتخابات البرلمانية والرئاسية والمجلس العسكرى والمجلس الرئاسى. وعدل القانون وقصاص الدين.
لقد ابتعدنا عن جادة الصواب حين مزجنا بين الشرعية الثورية والشرعية الدستورية والقوات المسلحة والمجلس العسكرى وخلطنا بين السياسة والدين والحرية المطلقة ومسئولية الحرية.
قد يغفر لكم أيها الفرقاء السياسيون هذا التخبط والانقسام، فكلنا مررنا بمرحلة من فقدان التوازن ربما لزلزال نجاح الثورة المفاجئ، وإسقاط رأس النظام الفاسد بقمة رموزه.
ولكن لن يغفر التاريخ لنا جميعا مضيعة المزيد من الوقت الذى نعانى فيه من موت بالبطىء لثورتنا لتوءد فى منتصف الطريق.
بحق الله والوطن أناشدكم، أفيقوا وتجردوا وتوحدوا من أجل مصر، مصر التى ينتظر منها العالم كله كيف تضرب المثل والقدوة فى مخاض تحولها الديمقراطى، بعد أن نالت ثورتها المسالمة أعجاب الدنيا.
إن ما قطعناه فى الشهور الثمانى الماضية يحتاج إلى مراجعة، وما نحن فيه الآن يتطلب الوضوح والمصارحة.
مصر تناديكم وحدوا الصفوف وعودوا لروح الثورة فى الميدان، لتجمع بيننا وحدة الجنس البشرى، قبل وحدة الأحزاب والعقائد والأديان.
احبتى الفرقاء.. إن اللحظة تقتضى أن تصحح الثورة المسار، وأن يحسم من بيدهم الحكم الخيار.
جمال مصطفى عبد الهادى يكتب: ايها الفرقاء ارحموا مصر
الخميس، 29 سبتمبر 2011 10:26 ص