عمرو حامد

لماذا تقتلون الثورة ؟

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011 10:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت فى البداية من الرافضين وبشدة لأى هجوم حاد على الثورة، وكنت أرفض تماما أية شعارات ضد الثورة أو التعليقات التى تحاربها، وأى خبر يخص الثورة، لما حملته الثورة من أهداف نبيلة يريد أن يحققها الجميع سواء أكان مؤيداً أم مخالفاً للثورة، ولكن بعد مرور أكثر من 8 شهور على الثورة أصبحت متعاطفا مع أصحاب هذه التعليقات، لأن الذى يحدث الآن هو خروج عن مسار الثورة، ومحاولة للالتفاف على مطالبها وأهدافها ومحاولة لقتل الثورة مع سبق الإصرار والترصد، وإيهام الجميع أن الثورة لم تخرج من أجلهم ولم تخرج من أجل أحلامهم، ومحاولة لإيهامهم أنها عائق أمام الأمن والأمان، وأنها عائق فى حياتهم اليومية، وهو ما جعل هؤلاء يشعرون أن الثورة لم تحقق لهم شيئاً، وجعلهم يفقدون الأمل فى غد أفضل.

فالثورة خرجت لأهداف نبيلة، ولأهداف لا يختلف عنها أى اثنين سواء أكانا مع أم ضد الثورة، سواء أكان مضحوكاً عليه أم لامس الحقيقة، فالثورة خرجت من أجل الفقراء أولا، وللطبقة الوسطى التى تحولت إلى طبقة سفلى وتحولت إلى فقر مدقع من أجل من ذاق ألم الجوع، وعذاب أمن الدولة، وفساد العمل، من أجل من يقف بطابور العيش ويموت أمامه، بحثاً عن لقمة عيش لأولاده، لمن يجلس فى الشوارع بحثاً عن وظيفة، من أجل من يشعر بالاضطهاد داخل وطنه ويموت على سواحل أوطان أخرى، من أجل من يشعر أنه غير مرغوب فى وجوده، وإن قتل فليس له دية، فالبطل الحقيقى لهذه الثورة هم من يحاولون أن يطلقوا عليهم الآن لقب البلطجية أو الثوار غير الحقيقيين، الذين يتواجدون الآن بشكل قوى فى أى تظاهرات أو اعتصامات، فهم الذين خرجوا للثورة من أجل التغيير الحقيقى، والقضاء على الفساد من أجل لقمة عيش، ومن أجل الحصول على حريتهم وتجنب البطش الدائم من قبل الأمن والحكومة، خرجوا ليعيشوا مثل الآخرين هم الذين وضعوا صدورهم أمام الرصاص ليحققوا ذلك، هم من انتصروا على القهر فى معركة 28 يناير، خرجوا من بولاق الدكرور ومن صفط اللبن من عزبة الصفيح ومن إسطبل عنتر، من جميع حوارى مصر، خرجوا ليبحثوا عن حلم اسمه الحياة، كانوا ينتظرون أن تحقق الثورة أحلامهم، ولكن بعد مرور 8 أشهر تفاجئوا أن الثورة لم تحقق لهم شيئا، بل أصبحوا يحاكمون محاكمات عسكرية ويطبق عليهم قانون الطوارئ، ويعيشون فى فقر أشد.

هؤلاء ليست لهم علاقة بأن يكون الدستور أولا أو أخيرا، لا يعلمون قانون دوائر أو غير داوئر، لا يهمهم أن تذاع المحاكمات، لا يبحثون عن قوانين جديدة ولا إعلان دستورى أو غير دستورى، لا دخل لهم بمعارك بين إسلاميين وليبراليين.

يريدون ويحلمون بحق الحياة فقط، يريدون أن يأكلوا ويشربوا، يريدون أن يعيشوا فى عدالة وفى أمن، يريدون فرصة عمل حقيقية لأبنائهم، يبحثون عن الأمان.

فالذى حدث بعد الثورة هو قتل مع العمد والترصد للأحلام ولطموحات قتل من أجلها شعب بأكمله، فمنذ بداية الثورة وبعد تنحى مبارك حدث شيء رهيب فى المجتمع المصرى، كان هناك حماس ثورى ضخم، رغبة فى البناء تبنى دولتين وتنهض بأمة، من شارك فى الثورة يبحث عن تحقيق الحلم ويندفع لتحقيق ثمرة عرقه، ومن لم يشارك فى الثورة كان يبحث عن أى عمل يؤديه يعوض عدم مشاركته فى هذا الإنجاز، ومن كان مسافرا بالخارج ويساهم فى نهوض دول عربية وأجنبية كان ينتظر اليوم الذى يعود فيه لبلاده لكى يبنى حضارة جديدة، ومن كان ضد الثورة كان نادماً على هذه الفعلة، وكان يبحث عن أى شيء يساهم فيه.

كان الجميع مستعدين للعمل وللبناء، كنا نمتلك طاقات بشرية، وحماسا كبيرا جدا لبناء دولة جديدة تقوم على أسس ديمقراطية، ولكن ما حدث الآن هو عكس ما أراده الشعب، فأنا كنت من الذين، لا أعلم من المحظوظين أو غير المحظوظين، التقوا بالمجلس العسكرى بعد أيام من الثورة، وقدمنا العديد من المقترحات لتحقيق الحلم الكبير، وطلبنا منهم أن يكون هناك صندوق لدعم الاقتصاد المصرى، وأوضحنا لهم أن الجميع يريد أن يفعل أى شيء لتحقيق أهداف الثورة النبيلة، وأن الشعب مستعد أن يتبرع برواتبه وبمدخراته، وأن المصريين بالخارج يتمنون أن يدفعوا أية أموال، ودول العالم التى شاهدت ثورة مصر المجيدة البيضاء مستعدة لدعم الاقتصاد ورجال الأعمال الذين نهبوا الدولة كانوا مستعدين لغسل أيديهم من أموال الشعب، خوفا من دورهم فى الحساب، كان الرد أن المشير لا يريد أن يلوث مصر بأموال لا نعرف مصدرها والآن بعد مرور 8 أشهر بعد قتل الثورة، نسمع عن صندوق للتبرع لمشروع زويل التعليمى، ومشاريع اقتصادية، بعد أن تم قتل الثورة وأفقدوا الناس الأمل.

كان يمكن أن يتم تأميم الشركات التى استولى عليها رجال الأعمال، وكان يمكن أن يتم تجنيب جميع الفاسدين، وأن يتولى المبدعون والوطنيون الحقيقيون مقاليد السلطة والمصالح الحكومية، وكان سيتقبل أعضاء النظام السابق ذلك بعد سقوط رئيسهم المخلوع، ولكن ظلوا كما هم مع تغيرات شكلية، وتسببوا فى وقف حال الدولة بسياستهم الإدارية الخاطئة، كان يمكن بكل سهولة أن يتم وضع حد أدنى وحد أقصى للأجور، وتطبيقه لتحقيق العدالة الاجتماعية وكان يمكن الحصول على أموال مصر المنهوبة فى الداخل قبل الخارج، وإقامة مشاريع اقتصادية وسط كوادر تمتلك عددا من المشاريع الاقتصادية تسببت فى نهضة دول أخرى، كانت ستدق حالة من نهضة ثورية، كان الجميع سيتوقفون عن التظاهرات والمليونيات بعد أن يروا أحلام الشعب تتحقق بأيديهم وبعرقهم وبسواعدهم، شغلوا الجميع بأحزاب وصراعات وهمية بمعارك سياسية لا تهم المواطن المصرى الكادح الذى ما زال مظلوما لقد قتلوا الثورة مع سبق الإصرار والترصد فالمشكلة والأزمة ليست فى الثورة لأنها من أنبل ما فعله الشعب المصرى ولكن المشكلة فى من ائتمنوا على تنفيذ تلك الأحلام البريئة لقد خانوا أحلام وطموحات أمة، ولكن دائما الثورات لا تتنهى والشعوب تمرض ولكن لا تموت.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

reham

جعلتنى ابكى وانا احبس دموعى لايام طويله

عدد الردود 0

بواسطة:

طه العيسوي

مقال جميل ولكن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة