خالد صلاح يكتب.."كلمة واحدة": إلى المجلس العسكرى هىّ الإشارة يمين ولا شمال؟

المشكلة الآن أن المجلس العسكرى يخطئ فى إضاءة إشارات المرور فى البلد، إلى الحد الذى ننجرف به نحو أزمة سياسية جديدة لا معنى لها.

الإشارة اليمين تقول إن الطوارئ انتهت رسميا وفق الإعلان الدستورى المستفتى عليه، فى حين أن المجلس يضىء الإشارة الشمال منذ سقوط النظام، مواصلا فرض حالة الطوارئ.

الإشارة اليمين تقول إن الأحزاب المدنية هى صاحبة الرأى الحاكم فى القوانين المنظمة للانتخابات، بينما المجلس يصدر القوانين دون الرجوع إلى القوى السياسية، وبلا قدرة على إرضاء حزب واحد على الأقل من التيارات المختلفة.

الإشارة اليمين تقول إن الإعلان الدستورى ينبغى أن يخضع لإرادة الناخبين الذين شاركوا فى الاستفتاء، لكن المجلس يصدر إعلانا دستوريا على استحياء، وينشره بتواضع فى الجريدة الرسمية التى لا يطلع عليها أحد من الناخبين.

الإشارة اليمين تقول إن الثورة قامت ضد قمع حرية الرأى والتعبير، لكن المجلس يرعى قرارات حظر النشر، ويمنع تداول المعلومات، ويقطع البث عن جلسات محاكمة مبارك.

الإشارة اليمين تقول إن تعذيب المواطنين فى أقسام الشرطة، وفى مقار التحقيق، هو الخطيئة التى دفع ثمنها النظام السابق، بينما عمليات التعذيب مستمرة ليلا ونهارا، وموثقة بالصوت والصورة على الفيس بوك.

الإشارة اليمين تقول إن قانون الغدر صدر لعلاج ثغرات القوانين الحالية فى ملاحقة عناصر النظام السابق، بينما المجلس يتجه شمالا، ولم يحرك قضية واحدة استنادا لهذا القانون.

إلى السادة أصحاب النوايا الحسنة فى المجلس العسكرى.. هىّ الإشارة يمين ولّا شمال ؟!



موضواعت متعلقة..
43 حزباً تعلن مقاطعة الانتخابات البرلمانية ما لم يتم تغيير المادة الخامسة من قانون الانتخابات.. ويطالبون بسرعة نقل الحكم من المجلس العسكرى إلى سلطة مدنية منتخبة
التحالف الديمقراطى يعلن مقاطعة الانتخابات مالم يصدر قانون العزل
جدل بين القوى السياسية بالمحافظات حول مراسيم "العسكرى" عن الانتخابات البرلمانية.. "الرفض" سيد الموقف.. والمستفيدون التيارات الدينية وفلول "الوطنى" المنحل