أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

منكم لله

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011 08:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنه الوجع المستمر، ما بين المتصارعين على المناصب آكلى لحوم «الأثر» وآثار تكاد تصرخ من شدة الإهمال والعبث والدمار المحدق بها، اسمحوا لى يا سادتى أن أصرخ فى وجه الجميع، كلكم تتشدقون بما لا يغنى ولا يسمن، كلكم مشتركون فى جريمة ضد الحضارة الإنسانية سيعاقبكم عليها ضمير العالم إن لم تطلْكم أحكام القانون العرجاء. القيادات الأثرية المسؤولة ليست على قدر المسؤولية، ومجلس وزراء غارق حتى أذنيه فى التردد وفقدان البصيرة، وأثريون- للأسف- لا يقدّرون الأمانة التى يحملونها، يتصارعون على التثبيت والعلاوات والحوافز، بينما تصارع الآثار وحدها جشع السارقين وإهمال المهملين، ومتطرفون إرهابيون يبيحون سرقة الآثار وبيعها، ويعتبرونها دنساً ونجاسة.

أفتح خريطة الأماكن والمواقع الأثرية، فلا أكاد أرى منطقة إلا وقد نالها من التخريب ما نالها، شرقا وغربا جنوبا وشمالا. اعتداءات على مخازن آثار سيناء بالقنطرة، سرقة و إهلاك آثار الواحات، وتبديد الآثار المتناثرة بالتلال والوديان، طريق الكباش أصبح طريقا للقمامة والتعديات، لوحات إخناتون تدمر بفعل فاعل دون أن يحاسب من يرتكب هذه الجريمة، أو تتخذ الحكومة أى إجراءات لمنع هذا التدمير فى المستقبل، آثار المطرية وعين شمس بمدينة «أون» القديمة التى حملت أقدم جامعة فى التاريخ تنهب يوميا، مومياوات اللاهون تسرق، وتم تشكل لجنة بعد لجنة، بعد لجنة، ولا أحد يحرك ساكنا، آثار القاهرة يعتدى عليها يوميا، وشارع المعز يتحول إلى نموذج الفوضى الهدامة، مساجد القاهرة تسرق وتهدم فى وضح النهار، والعاقبة عندكم فى المضرات.

بارقة الأمل الوحيدة التى كانت تلمع من حين لآخر كانت فى صغار الأثريين الشرفاء الذين يحافظون على تراث أمة عظيمة، لكن حتى هذه «البارقة» بدأت فى الخفوت، وبدلا من أن يستبسل الأثريون فى الدفاع عن آثارنا، أعلن بعضهم الإضراب الشامل، تاركين إياها عرضة للنهب والسلب من معدومى الضمير وسارقى الحضارات، وصوت سيد درويش يعلو ويعلو «شوف آثارك يا اللى دنست الآثار دول فاتولك مجد وأنت فت عار».

يعلو النداء وراء النداء، ولا أحد يستجيب لكلمة سواء، هل المطلوب أن نستجير باليونسكو لتحافظ لنا على آثارنا؟، هل الحل أن نستجدى العطف من المنظمات الثقافية العالمية لتحن على حضارتنا بنظرة رضا؟. تاهت الآثار بين الصراعات، ولست ضد أن تتحسن أحوال الأثريين فى مصر، لكن ما لا يحتمل هو أن يهدد بعضهم بترك مواقعه للنهب وهو يعلم الأخطار المحدقة بها، أما الذنب الأكبر فيقع على كاهل قيادات الآثار التى تستحوذ على ملايين الميزانية فى مكافآت خاصة على «خيبتهم» المجلجلة، سبعة ملايين جنيه مكافآت كما نشرت «اليوم السابع» فى عدد أمس الأول، وآلاف العمال يعانون شهريا فى الصراع على رغيف العيش، وأنبوبة البوتاجاز.

انفلات أمنى يرقى إلى منزلة «الاستعباط» يترك مواقعنا الأثرية بلا تأمين ولا مراقبة، وتنقيب عشوائى عن الآثار يبقر بطن الأرض، ويستخرج ما بها «لا من شاف ولا من درى»، تآمر وقح ومرير على أعز ما نملك، نفتخر بأننا بلد النيل والأهرامات والحضارات العظيمة، ولو كان لها لسان لاستجارت من تفاهتنا وتآمرنا وخذلاننا ووضاعة أهدافنا.. منكم لله








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية فى الخارج..وقلبى فى مصر..

اول مرة اتفق معاك فى حاجة..

عدد الردود 0

بواسطة:

Nour

لن اقول يانااااااس ـ فقد كفرت بهم ـ سأقول ياااااااارب

عدد الردود 0

بواسطة:

ناصر

تحية لصاحبة التعليق رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

عمل مفيد

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed ahmed

فعلا حسبنا الله ونعم الوكيل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة