اختلاف الأيديولوجيات داخل المجتمع الواحد أمر طبيعى جدا ويعكس ما يتمتع به هذا المجتمع من ثقافة وفكر واستيعاب جميع الأفكار التى تتناسب مع طبيعة هذا المجتمع وقيمه الدينية والأخلاقية.
ومن الطبيعى أن تختلف هذه الأيديولوجيات والأفكار مع بعضها البعض قد تصل فى بعض الأحيان إلى نشوب نزاعات دموية بين أصحاب هذه الأفكار المختلفة.
ولكن المجتمعات الأكثر تحضرا أدركت أنها لن تتقدم إلى بوجود مساحة من الاتفاق بين أصحاب الأيديولوجيات المختلفة ووجود حد أقصى للخلاف وهو الحد الذى يمنع نشوب أى صراعات دموية قد تؤدى إلى انهياره وتفككه.. أو ينتج عن هذا الخلاف تسلط دكتاتور مستبد عليها بدعوى أن استقرار المجتمع وأمنه لن يحدث إلا فى ظل حكم استبدادى وقبضة أمنية حديدية.
إننا الآن فى مصر نحتاج إلى إيجاد هذه المساحة من الاتفاق وإيجاد حد أقصى للخلاف لايؤدى إلى تفكك المجتمع أو تسلط دكتاتور آخر علينا بحجة الحفاظ على الأمن والاستقرار.. وإن يقبل الجميع حكم الأغلبية وإن اختلف مع توجهاته الفكرية مع وجود مساحة من الاختلاف وحرية فى التعبير عن رأيه ونشر أفكاره داخل المجتمع.
إننا الآن نتصارع على حكم دولة لا نملكها فعليا حتى الآن فلنتفق جميعا على بناء الدولة أولا وبعد ذلك نترك الحكم فيها لأصحاب الأيديولوجية والأفكار التى تحصل على تأييد الأغلبية العظمى من الشعب.
يأمن تطلقون على أنفسكم لقب الصفوة أقول لكم أنتم الآن تعبثون بمصير هذا الشعب وتلقون الثورة وراء ظهوركم وأصبح الهدف الأول للجميع الوصول إلى الحكم والتمتع بمزايا السلطة.. وهم فى هذا الطريق يؤصلون لدكتاتورية جديدة تحكم بقبضة حديدية بحجة عدم قدرتنا على حكم أنفسنا بأنفسنا.
نداء لكل أصحاب العقول أفيقوا قبل فوات الأوان واعملوا على بناء الدولة أولا".
مصطفى أبو الحجاج يكتب: نداء لكل أصحاب العقول بناء الدولة أولا
الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011 09:10 ص