مرشحو الرئاسة إن تحركوا

فوائد كثيرة فى التحرك المشترك لسبعة من مرشحى الرئاسة، الذين عقدوا اجتماعهم الثانى أول أمس، ليس أقلها الرد على كل الأصوات التى تتحدث باستعلاء غريب عن أنه لا يوجد منهم من يصلح للرئاسة، ويتحدث هؤلاء بهذه اللغة الاستعلائية، وكأن المطلوب من الشعب المصرى أن نبحث فى كوكب ثانٍ عن رئيس يحكمنا.

أكثر الفوائد فى اجتماع المرشحين السبعة، بمشاربهم الفكرية المختلفة، تأتى فى اتفاقهم على أصل تشخيص داء المرحلة الحالية، والمتمثل فى ضرورة تحديد زمن انتهاء المرحلة الانتقالية، أى تسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحكم إلى سلطة مدنية منتخبة، وفقًا لقواعد ديمقراطية صحيحة.

اجتماع المرشحين السبعة، يعكس معنى آخر أصبح واقعًا سياسيّا بعد ثورة 25 يناير، وهو أن التركيبة السياسية فى مصر دخل عليها وافد جديد هو «مرشحو الرئاسة»، ومع وجود أحزاب وحركات سياسية وائتلافات للثورة ونقابات فى ثوب جديد، فإنه لا أحد ينكر أن هؤلاء المرشحين أصبحوا مؤثرين بفضل تحركاتهم الجماهيرية ونزول بعضهم إلى قرى ونجوع مصر، ونموذج حمدين صباحى دال على ذلك، وأعطت هذه التحركات زخمًا قويّا زاد الالتفات إليه شعبيّا فى الفترة الأخيرة، واكتسبت أهميته من أنهم جميعًا لا يتحركون وفق أجندة حزبية ضيقة، وإنما يتحركون وفق أجندة وطنية جامعة، تشمل أفكارًا للمستقبل فى الديمقراطية والتنمية، وتستطيع هذه الأفكار أن تجذب الرأى العام إليها، خاصة إذا كان حاملها ممن يثق الشعب المصرى فى خلفيتهم النضالية، وحضورهم الذى قام على المعارضة الجذرية لحكم الرئيس السابق.

ومع الأخذ فى الاعتبار أن منصب الرئيس يمثل قيمة مهمة وجوهرية لدى المصريين، فإن النظرة العامة لأى مرشح جاد تتم على قاعدة أنه من المحتمل أن يكون رئيسًا قادمًا، وبالتالى فإن تحركاته وآراءه تظل موضع اهتمام، قد يتخطى أهمية النظر إلى تحركات وآراء الكيانات الحزبية.

هذه الخلفية تعود بنا إلى فوائد اجتماع مرشحى الرئاسة، فمطلبهم بتحديد وقت يتم فيه الانتهاء من المرحلة الانتقالية هو «أم القضايا»، ولأنه يأتى من محتملين لرئاسة الجمهورية وبالتضافر مع القوى السياسية الأخرى، سيكون التأثير الشعبى قويّا.