جمال أسعد

قانون الانتخابات ليس هو المشكلة

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011 03:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محتشدون. مستنفرون. مستفزون. غاضبون. يعيشون مأزقاً حقيقياً. هذا هو حال كل القوى السياسية دون استثناء، فلماذا الوضع هكذا؟ هل هى سمات الثورة؟ هل هذه الحال وذلك الوضع يخلقان توحداً يساهم فى إنجاح الثورة؟ هل هكذا يكون الثوار وتكون الثورة؟ هل يسعى الجميع من خلال هذه الحالة إلى تكملة الثورة ويهدفون إلى صلاح الوطن؟ أم أن كلا منهم يسعى لمصلحته ويعمل من أجل تحقيق أهدافه الخاصة الحزبية والتنظيمية فقط؟ وما هى نتائج ذلك الاستقطاب السياسى والطائفى الذى أثر سلباً على مسار الثورة وأضاع ما كان يمكن إنجازه فى مرحلة ما بعد الثورة وحتى الآن؟ وهل كانت مصلحة الثورة والوطن والجماهير المشتاقة والمتلهفة للتغيير تلك المعارك المصطنعة والخائبة مثل الانتخابات أم الدستور أيهما الأول؟ وكان على أرض الواقع الانتخابات ستكون قبل الدستور أو مبادئ فوق دستورية من عدمه؟

ومن الواضح أنه لن يكون هناك مبادئ لا فوق ولا تحت الدستور أو دولة مدنية أو دينية فى الوقت الذى تاه، وضاع فيه أى مناخ توافقى يتجذر دستوراً يحدد شكل الدولة؟ وهل المأزق الفعلى هو حقاً الاختلاف حول قانون الانتخابات سواء بمناصفة بين الفردى والقائمة أو كله بالقائمة؟ وهل عندما يتكلم أحد من هؤلاء الغاضبين عن قانون تقسيم الدوائر هل ما يعنيه هو مصلحة العملية الانتخابية وتوافقها مع الواقع السياسى؟ أم ما يعنيه ويسعى إليه ذلك التقسيم والنظام الذى يحقق صالحه الانتخابى وما يتوافق مع تواجده الجماهيرى؟ وهل شكل قانون الانتخابات، أياً كان شكله، هدفه فقط إقصاء من يسمون بفلول الحزب الوطنى والثورة المضادة من الوصول إلى مجلس الشعب دون أحكام قضائية؟ ولماذا تلصقون بالثورة البيضاء والرائعة وغير المسبوقة خطيئة الإقصاء الذى يظهر فى شكل تصفية حسابات شخصية وحزبية للأسف؟

هل هذه المواقف الغاضبة من القوى الليبرالية نتيجة لأنها غير قادرة على النفاذ إلى قلب الشارع المصرى واختراقه فى الوقت الذى تؤيد فيه الأغلبية الصامتة هذا المطلب والجوهر الليبرالى، ولكنها ترفض الخطاب الليبرالى، بل تلفظه، ذلك لتعالى النخب الليبرالية نتيجة لخطابها التغريبى، وعدم ارتباطها بالشارع السياسى مما يجعل الآخر يستغل هذا باللعب على وتر العاطفة الدينية لدى المصريين ويشوه المفهوم الليبرالى لصالح الدينى؟ وهل التيار الإسلامى بكل فصائله يسعى بالفعل لإنجاز ثورة لم يشارك فيها أو شارك فيها بحذر ويعنيه نجاحها لصالح كل المصريين، أم كل ما يعنيه ويسعى إليه ويناضل من أجله هو اقتناص الثورة والوثوب عليها واختطافها لصالح تياره الذى يتخفى وراء الدين والتدين؟ وإذا كانت المرحلة الانتقالية لابد أن تكون مرحلة توافقية لإنجاز الثورة، فهل هناك توافق فى الإصرار على استغلال العاطفة الدينية ودغدغة عواطف المصريين باسم الدين بل استغلال الأغلبية العددية المسلمة فى إقصاء الآخر.

بل حتى الأغلبية الصامتة التى يدعى الجميع أنه يتحدث باسمها ويعبر عنها بالتهديد من أجل تنفيذ كل مطالب التيار الإسلامى؟ وبالفعل فالآن يتم الخضوع لمطالب ذاك التيار على أرض الواقع، وما يؤكد ذلك، فهذه عينة من تصريحات قيادات ذلك التيار: «ونحن نشارك فى العمل السياسى حتى لا نترك البلد للعلمانيين والليبراليين»، «إن الانتخابات القادمة إما أن تشهد نجاح الإسلاميين فى الوصول للحكم أو سيطرة الليبراليين عليه، وإذا لم يحدث ذلك سيقوم الشعب بإعدامهم فى الميدان»، هذه هى الحال، الجميع يتشدق بقضايا ومطالب ويخلق معارك لا لصالح الثورة ولا لصالح الوطن، فالثورة والوطن والجماهير مغيبة فى الوقت الذى يلعب الجميع باسمها، فلا قانون الانتخابات ولا غيره، المشكلة فى التوافق حتى تمر هذه المرحلة، وأن تكون مصر لكل المصريين.





مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

mariam

احترام

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى المصري

فليهدأ الثائر الحق .. لننبي مصر المستقبل

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد

لا يفقه شيئاً

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

انت لسه موجود

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

اهلا بكل طوائف الشعب المصرى اذا تساووا فى الحقوق والواجبات - حته زياده لا والف لا

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة