يزحفون فى ثياب تناسها الماء والصابون
وبأقدام تعرت منذ ساعات الولادة حتى الجفون
صوت الآذان فى مدينتنا الكبرى الحزينة يتبارى
وشخير النائمين البائسين يسمعونه حارة حارة
كل يومٍ نحو ساحات المدينة حيث أكداس القمامة يركضون
يضحكون وينظرون ويبحثون عن أكلة ربما تُشفى البطون
تاهوا عن بعض فجأةً فى ساحة الميدان بين أكوام القمامة وعلب الكرتون
تلمحهم خلسة ينظرون إليك بعيون خائفين متربصين
تنطق بإيماءة هناك فاسد ذو وشماَ وعلامة
ينظر إلينا من سيارته كأشباح بشفاه مشمئزين
فجأة: صاح محمود بصوت خافت أحدث رنين
يا صحابى: هذه علبة سردين!
ليس فيها أى رائحة أو عبث بنى آدمين!!!
أقبلوا يقفزون مهللين! إنها ملعونة ملوثة
صاح وحيد الذى يذهب إلى المدرسة
إنها مسمومة بجد قديمة
قذفتها نحونا أيدُ لئيمة
لكيان أجنبى يرتاد التقوى ويعتاد الجريمة
أتلفوا علبة محمود واحشدوا الحشود لن نيأس ولن نموت
عقدوا العزم وشدوا كل أسباب الإرادة
انبشوا وابحثوا دون هوادة
مرة ومرة وأخرى وأخرى
وجدوا مستبشرين كل ما يرضى بطون الجائعين
جبنة "فاكهة "خبزاً" و"تمراً" أكلوا وامتلأوا مبتهجين
وعيونهم زائغة فى حيرة
ثم ذهبوا يلعبون ويرقصون ولكن لم
يكونوا يعلمون أنها الوجبة الأخيرة
ودع الصبية أكوام الزبالة
بإشارات كفوف صغيرة وابتسامات رحالة
وارتعاشات جفون تدمع لها بعض العيون
ثم عادوا فى عجالة ليروا حارتهم غارقة فى بكاء حتى الذقون
والدخان الفاسد فى ظلام عابس يجتاح الفضاء بكل لون
تركوا الأهل فى الليل ورحلوا على أطلال صبحٍ مبين
يا ترى هل حنَت قلوب الأولياء الصالحين؟
مقام صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
فاتن
عندك حق واللهى
ياعنى هما مين اللى عملوا نفسهم أولياء صالحين
عدد الردود 0
بواسطة:
ولاء المصري
جميييل جداا
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
حوار ممتع
عدد الردود 0
بواسطة:
علا عمر
سحر انا سعيدة بيكى جدا وبصداقتك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد منصور
عزيزتى كلماتك رائعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الفتاح فايد
تمنياتى لك بالتوفيق
سعيد بيكى وربنا يوفقك
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد البرتيتى
عنوان آخر
عدد الردود 0
بواسطة:
mamoud sanad
good ya banota
Always creative ya ola