عبد الناصر الجابرى.. أول من تم القبض عليه لاتهامه فى "موقعة الجمل"..اشتد مرضه بـ"السرطان" أثناء حبسه وقاضى التحقيقات قرر نقله مركز أورام لعلاجه ليتوفى متأثرا بمرضه..ومصدر قضائى: الاتهام يسقط بالوفاة

توفى عبد الناصر الجابرى، عضو مجلس الشعب السابق ونائب الحزب الوطنى المنحل عن دائرة الهرم والعمرانية، وأحد أبرز المتهمين فى قضية "موقعة الجمل" ظهر اليوم، الثلاثاء، داخل مستشفى بالمعادى، إثر تعرضه لأزمة صحية بعد انتشار مرض السرطان فى جسده خلال محبسه.

ويعد الجابرى أول من تم القبض عليه تحديدا مساء يوم الجمعة الموافق 11 مارس الماضى، لتورطه فى التحريض على قتل المتظاهرين فى موقعة الجمل، وتم عرضه على نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار هشام بدوى المحامى العام الأول، والتى أمرت بحبس نائب الحزب الوطنى المنحل على ذمة التحقيقات، وواجهت النيابة المتهم بتقرير لجنة تقصى الحقائق الذى ذكر أن مؤيدى النظام السابق وراء الواقعة، حيث وصلوا إلى ميدان التحرير، ورشقوا المتظاهرين بقطع من الطوب وكسر الرخام جلبوها بسيارات نصف نقل من منطقة شق التعبان، وجاء آخرون من ناحية ميدان الشهيد عبد المنعم رياض يمتطون الجمال والجياد، ويحملون عصيا غليظة وقطعا حديدية وأسلحة بيضاء انهالوا بها ضرباً على المتظاهرين، فأصابوا وقتلوا وأحدثوا الرعب بينهم.

كما واجهته النيابة بتقرير الطب الشرعى الذى أثبت أن عدداً من المصابين والمتوفين أصيبوا بكدمات وإصابات بالغة، نتيجة دهس الخيول والجمال للمتظاهرين، وأكدت أيضاً أن بعض الإصابات كانت نتيجة للضرب بالحديد والعصى الغليظة، وقررت النيابة التحفظ عليه وتحديد جلسة أخرى للتحقيق معه فى الاتهامات الموجهة إليه.

وفى 5 يونيو السابق قرر المستشار محمود السبروت، قاضى التحقيقات المنتدب للتحقيق فى وقائع الاعتداء على المتظاهرين والمعروفة بموقعة الجمل، نقل "عبد الناصر الجابرى" المحبوس احتياطيا بسجن طره فى قضية الاعتداء على المتظاهرين، إلى إحدى المراكز المتخصصة فى أمراض الأورام والكبد، بعد أن ثبت من تقرير حالته الصحية أنه يعانى تليفا فى الكبد وورم، ويحتاج إلى رعاية خاصة لا يمكن توفرها بمستشفى سجن طره.

وقال المستشار السبروت إنه تلقى تقريرا طبيا صادر من إدارة مصلحة السجون ومستشفى سجن طره يفيد بأنه بتوقيع الكشف الطبى من لجنة طبية ثلاثية على "عبد الناصر الجابرى" المحجوز بالعناية المركزة بمستشفى سجن طره، تبين أن حالته الصحية غير مستقرة، وأنه يعانى تليفا فى الكبد، علاوة على ظهور ورم خبيث يحتاج نقله إلى أحد المركز الطبية المتخصصة فى تلك الأمراض، مشيرا إلى أنه وافق على نقله إلى أحد المراكز وترك للجنة الثلاثية تحديد المركز الطبى الذى من المفترض نقله إليه.

وفى 16 يونيو الماضى حضر عبد الناصر الجابرى، عضو مجلس الشعب عن دائرة الهرم والعمرانية، إلى مقر جهات التحقيق فى موقعة الجمل داخل سيارة إسعاف، وقام الحرس المكلف بتأمينه بوضعه على كرسى متحرك برفقة طبيب من مستشفى سجن طره، وذلك خوفا من تعرض حياة الجابرى للخطر أثناء جلسة التحقيق معه فى قضية الاعتداء على المتظاهرين يومى 2 و3 فبراير الماضى.

وفى 7 يوليو الماضى قرر المستشار محمود السبروت إحالة 25 متهماً إلى محكمة الجنايات، هم: محمد صفوت الشريف، وماجد الشربينى، ومحمد الغمراوى، وأحمد فتحى سرور، ومحمد أبو العينين، وعبد الناصر الجابرى، ويوسف عبد اللطيف خطاب، وشريف والى، ووليد ضياء الدين صالح، ومرتضى منصور، وعائشة عبد الهادى، وحسين قاسم، وإبراهيم كامل، وحسن التونسى، وأحمد شيحة، ورجب هلال حميدة، وطلعت القواس، وإيهاب العمدة، وعلى رضوان، وسعيد عبد الخالق، ومحمد عودة، وأحمد مرتضى منصور، وحسام الدين على، وهانى عبد الرؤوف، وذلك بتهمة القتل العمد للمتظاهرين فى أحداث موقعة الجمل، وتهمة تنظيم جماعات إجرامية.

وفى 16 يونيو الماضى قرر المستشار محمود السبروت إخلاء سبيل عبد الناصر الجابرى بكفالة 200 ألف جنيه لنقله إلى المستشفى أو مركز طبى لعلاج الأورام وتليف الكبد، بعد رفض جميع المراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة علاجه لدواع أمنية، حتى توفى ظهر اليوم الثلاثاء داخل مستشفى المعادى للقوات المسلحة.

وأشارت مصادر قضائية إلى أن الاتهام الموجه إلى عبد الناصر الجبرى فى موقعة الجمل سوف يسقط بوفاته، تاركا باقى المتهمين فى القضية يواجهون مصيرهم أمام القضاء.