عاب عدد من الشعراء تكريم اتحاد كتاب مصر ما أسموه بسياسة تكريم المجهولين والنكرات، والتى كان آخرها تكريم لشاعر السعودى عبد الله الخشرمى، حيث أجمع الشعراء على أن الدافع وراء هذا التكريم أشياء أخرى ليس من بينها "إثراء الحياة الثقافية العربية"، مؤكدين على أن هناك مفارقة كبيرة بين تكريم الاتحاد لهذا الشاعر المجهول وتجاهله لذكرى رحيل كثير من الشعراء المصريين الكبار، وأن هذه المفارقة المحرجة تعد سبة فى جبين الاتحاد وشىء "عيب" ويثير العديد من التساؤلات والشكوك.
قال الشاعر رفعت سلام، إن سياسة تكريم المجهولين مسألة غريبة ومثيرة للدهشة، خاصة أن الكثيرين من شعرائنا الأحياء والراحلين ممن يستحقون التكريم والحفاوة مثل صلاح عبد الصبور، أمل دنقل، محمد عفيفى مطر لم يلق لهم الاتحاد أى انتباه ومع احترامنا للأدباء العرب، ولكن فى ظل تجاهل المبدعين المصريين هذا يثير كثيرا من التساؤلات، وأضاف سلام أن هناك أمرا آخر يثير الارتياب من هدف مجلس اتحاد الكتاب من تنظيم تلك الاحتفالية، خاصة أنه لم يتم تنظيم احتفاء مماثل لشعراء كبار مثل أدونيس، وسعدى يوسف والعديد من الشعراء العرب الذين يأتون للقاهرة وتجاهلهم الاتحاد، وتابع سلام، من الواضح أن هذا الأمر يتعلق بأشياء أخرى غير الأدب والثقافة "كالبيزنس" مثلا، فهذا هو التفسير الوحيد الذى يمكن التسليم به من وجهة نظرى.
وأبدى الشاعر شعبان يوسف دهشته من هذا القرار قائلا ان فى الوقت الذى تجاهل فيه الاتحاد الذكرى الأولى لرحيل الشاعر محمد عفيفى مطر، وغيره من الشعراء المصريين الراحلين والموجودين على قيد الحياة ومؤثرين فى المسار الشعرى المصرى مثل الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، الذى لم ينظم الاتحاد له أمسية شعرية احتفاء بصدور ديوانه "طلل الوقت" قام بتنظيم احتفالية لهذا الشاعر السعودى المجهول، مما يثير التساؤلات حول الدافع الحقيقى للإتحاد لإقامة مثل تلك الاحتفالية.
وأضاف يوسف: هذه التصرفات أصبحت غير مقبولة من أية مؤسسة ثقافية بعد ثورة يناير وهناك رائحة شبهة فى الموضوع، ملقيا اللوم على عاتق أعضاء الاتحاد الذين لم يتخذوا موقفا واضحا تجاه مثل تلك السلوكيات غير المحمودة.
وقال الشاعر إبراهيم داوود، إن اتحاد الكتاب برئاسة الكاتب محمد سلماوى لم يكن له موقف ثورى من قبل حتى نلقى اللوم عليه الآن ونسأل أنفسنا لماذا يكرم النكرات، ولماذا يتجاهل الاتحاد الشعراء الحقيقيين، سواء كانوا مصريين أو عربا، والأفضل من وجهة نظرى ألا نسلط الضوء على الاتحاد ولو حتى بالانتقاد فالأجدى أن نتركه هكذا يؤدى دوره فى الظلام.
وأضاف داوود انا لست ضد الاحتفاء بالشعراء العرب ولكن شريطة أن يكون لهم قيمة حقيقية، وأهلا بأى شاعر حقيقى سواء كان سعوديا أو إماراتيا أو مغربيا أو لبنانيا بشرط أن يستحق الاحتفاء، به وجدير بأن يكرمه الاتحاد، ولكن هذا الشاعر لا أحد يعلم عنه شيئا وفى رأيى هذا الاتحاد بحاجة للعناية المركزة ليتخلص من هذه الأمراض المتفشية فيه جسده الواهن.