شهدت الشهور التسعة الماضية سقوط العديد من الأنظمة العربية المعروفة بالأنظمة "المتعفنة"، وكان على رأسها النظام المصرى، ومازالت أنظمة أخرى على الطريق، وبسبب هذه الثورات استعار الكثير من الكتاب مصطلح "ربيع الثورات" الذى قيل أول مرة فى 1968 فى أوروبا، وكانت البداية بدولة - تشيكو سلوفاكيا والتى وصفت فى ذلك الوقت بربيع براغ، وإطلاقه على ما يجرى فى العالم العربى بعد سقوط نظام بعد الآخر.
إن ربيع أوروبا الذى أسفر فى ذلك الوقت عن بناء أنظمة بديلة فى سرعة قياسية تحسب لها ترافقت مع تطبيق وصفات للتنمية الشاملة والنظام والديمقراطية الناجحة، نقلة سريعة فى العالم أعطت نتائج فورية وكأن هذه الدول كانت جاهزة تحمل معها وصفة استقرار ورضى جماعياً داخلياً وخارجياً وثورة حقيقية.
فمثلا فى بلدنا مصر هناك اختلاف على كل شىء، حيث تمتد يد المجلس العسكرى الحاكم إلى كل المهام الموجودة، ويتجادل السياسيون فى مصر على المبادئ الأساسية الدستورية وموعد الانتخابات وقوانينها، ومن له الأحقية فى التظاهر بميدان التحرير وكل هذه الأمور تؤخر من مستقبل مصر.
وتونس التى انطلق منها الثورات والمعروفة بإطلاق شعلة الثورات، فرغم مرور تسعة أشهر على إسقاط نظام بن على "المدمر"، فما زال يجرى حوار ساخن حول الأولويات،، وما بين ذلك ما يحدث من انفلات أمنى كبير داخل تونس، وارتباك سياسى فى الحكومة والأحزاب، وهو ما يهدد استقرار تونس مرة أخرى.
سوريا ما زالت تعيش على أنغام الثورة، فالجميع هناك يحلم بسقوط النظام السورى، ولكن ما يحدث داخلها ضمن سياق تعقيدات داخلية وإقليمية ودولية تطرح أسئلة جدية حول المستقبل والمصير لهذه الدولة العربية التى تعد من الدول المؤثرة فى الوطن العربى، ولكن يبقى النظام الذى يقتل كل من يتكلم ويجعل سوريا فى الطريق إلى حرب أهلية مثلما يتكرر داخل اليمن الآن.
إن الثورات العربية التى بدت حتى الآن مستمرة تبدو أقرب إلى الفوضى وعدم اليقين منها إلى وضوح الهدف والرغبة فى تحقيق الطموح، خاصة أن المشهد ما زال يثير الكثير من الهواجس حول مستقبل الدول العربية والشعوب التى تعرضت لسنوات من الأزمات وتريد حقوقها، ولكن كل ما يحدث الآن يعد سببا كافيا للرقص كما يقول المثل الشعبى "الرقص على السلم"، ويأتى فى النهاية بربيع تعفنت فيه الزهور.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة