جدد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مطالبته الإدارة الأمريكية فى لقائه مع السفيرة الأمريكية آن باترسون، بالنظر فى إعادة الشيخ الضرير الدكتور عمر عبد الرحمن إلى وطنه وأسرته، وذلك خلال استقباله السفيرة الأمريكية الجديدة بالقاهرة، وذكر الطيب أن الأزهر جامعاً وجامعة، هو ملك للعالم العربى والإسلامى، وهو ضمير الأمة العربية والإسلامية.
وارتدت السفيرة الأمريكية الحجاب، وذلك التزاما بالنداء الذى أرسله الإمام الأكبر للسفارات والبعثات الدبلوماسية منذ شهر، يطالبهم بضرورة ارتداء جميع الوفود التى تضم نساء الحجاب.
وعبَّر شيخ الأزهر لسفيرة أمريكا عن ألمه واستيائه عن بعض التصرفات المسيئة للمواطنين الأمريكيين المسلمين بأمريكا، وهذا يضاد التنوع والديمقراطية فى المجتمعات الحرة، كما تطرق إلى الإسلاموفوبيا، هذا الوهم الكريه الذى لا يتفق مع التقاليد الديمقراطية التى من المفروض أن تسود فى المجتمعات الحديثة.
كما أكد أن الثورات هى من إرادات الشعوب، وفعاليتها فعالية داخلية ذاتية، بالرغم من الأموال والأدوات التى رصدت من الغرب بعامة ومن أمريكا بخاصة لإحداث التحول الديمقراطى فى المنطقة، إلا أنها لم تكن ذات أثرٍ، فمن المهم أن ندرك أن هذه الشعوب تتحرك وَفق منطقها الذاتى ومواريثها الحضارية، وبما يمثل خصوصياتها التى يجب أن تُحترم، ووثيقة الأزهر أنموذجُ لهذه الخصوصية.
كما أكد للسفيرة أن شعوبنا شعوب راشدة تعى مصلحتها وعلاقتها المعقدة مع العالم، ومن هذا المنطلق نرفض رفضًا تامًا وقاطعًا كل الشروط والإملاءات التى تأتينا من الغرب وأمريكا، وعندما أقول نرفض إنما أعبّر عن نبض الشعوب العربية والإسلامية التى يعتبر الأزهر ضميرها الحى، نعم للعلاقات الطبيعية التى تقوم على المصالح المشتركة ولما فيه خير الجميع.
كما أكد لها بأن الربيع العربى وهذه الثورات كانت تعبيرًا وتجسيدًا لمجموعة من القيم: المواطنة – الحرية – العدالة – الكرامة - عدم الإقصاء، وهذه القيم وإن كانت قيمًا عالمية إلا أن الأزهر يسهم فى إثرائها عبر حراكٍ داخلى يُدرك خصوصيات كل مجتمع قُطرى داخل المجتمع العربى والإسلامى الكبير، ويسعى الأزهر لتجسيد هذه القيم فى إطارٍ مؤسسى، وسيسعى الأزهر بما يملكه من تاريخٍ ورمزيةٍ إلى تحويل هذه القيم لمشروع ثقافى شامل سعيًا إلى إحداث التغيير والنهضة فى العالمين العربى والإسلامى، وما وثيقة الأزهر إلا بداية فى هذا الطريق.
كما أكد أن الانحياز الكامل الأمريكى – فى أهم القضايا وهى القضية الفلسطينية – للكيان الصهيونى، هذا أمر يزيد من حالة الكره واليأس من عدالة الإدارة الأمريكية، وسيزيد من إصرار الأزهر على مناصرة ومساندة الشعب الفلسطينى لقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما أكد فضيلته أيضاً رفضه التام للدعم السخى من الاتحاد الأوروبى وأمريكا الذى يخصص لبعض الجمعيات التى تهتم بتوافه الأمور، بينما تهمل المساعدات الجادة للتعليم ومحاربة الفقر والأمراض.
كما قال الإمام إنه لا مشكلة للشعوب العربية والإسلامية مع الشعب الأمريكى، وإنما المشكلة مع سياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع مختلف القضايا الإسلامية.
ويرى الشيخ الطيب أن الديمقراطية الأمريكية ليست نموذجاً يُحتذَى به، وإنما الديمقراطية هى التى تنبع من الشعب وتعبر عن اختيار الشعب وأصالته، وذكر لها أن التدخل الأمريكى فى العالم الإسلامى خلق نوعًا من ردود الفعل العنيفة جدًّا، وخلق الكراهية التى نراها اليوم، فعلى الإدارة الأمريكية أن تعود إلى رشدها وتزن الأمور بموازين العدل والحق، وفى غياب هذه النظرة المتزنة، فالكل سيخسر، والدماء ستسيل فى الشرق والغرب على السواء، وهذا ما لا نرتضيه، كما تطرق فضيلة الإمام إلى خطأ غزو العراق وما جرّه من ويلات على الجميع.
وأكد أن السياسة الأمريكية من أسف سياسة منحازة للكيان الصهيونى، ومنطق التاريخ يحكم بفشل مثل هذه السياسات الظالمة، وهذا يسىء إلى أمريكا وتاريخ أمريكا، وذكر لها أنه على أمريكا أن تتعامل مع الشعوب العربية والإسلامية من خلال الأبواب لا من خلال النوافذ والثقوب، وعليها أن تكف عن تأييد الاستبداد والأنظمة الاستبدادية، كما أكد الشيخ استعداده للتعاون المشترك فى مجالات البحث العلمى، بشرط عدم التدخل فى شئون الأزهر لا من بعيد ولا من قريب.
تم حذف بعض التعليقات لمخالفتها بروتوكول النشر
السفيرة الأمريكية ترتدى الحجاب فى لقاء شيخ الأزهر.. و"الطيب" يطالب بالإفراج عن عمر عبد الرحمن.. ويؤكد: مناصرة أمريكا لإسرائيل يزيد كراهيتها فى قلوبنا وعلى الغرب دعم الفقراء بدلا من الجمعيات
الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011 04:21 م
شيخ الأزهر والسفيرة الأمريكية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد هيبه
هو ده الكلام الله ينور ... وبكده واحده بواحده
عدد الردود 0
بواسطة:
ممدوح
عدد الردود 0
بواسطة:
بوشكاش
يارب الكل يكون بارد وهادى آلآن بعد هذة الزيارة لشيخ آلآزهــر
عدد الردود 0
بواسطة:
انشر
بصراحة شيخ الأزهر عبر عن اللي جوانا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد العدوى يوسف
الازهر فى مفترق الطرق
عدد الردود 0
بواسطة:
بيشوى
فين الناس المعلقين
عدد الردود 0
بواسطة:
::< بوب المصري>::
الي رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
suhair
ليس من حقه
عدد الردود 0
بواسطة:
شاب من الصعيد
بارك الله فيك يا فضيلة الإمام (بصراحه انا فخور انك صعيدى زيى ومن بلدى)
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
تحيا مصر يا مولانا
هو ده الكلام يا مولانا ربنا يجعلك ذخراً للمسلمين