أكثر من 10 مرشحين لرئاسة الجمهورية، ومئات التصريحات اليومية حول القضايا السياسية والاجتماعية المطروحة على الساحة المصرية والعربية، ولقاءات للمرشحين المحتملين للرئاسة، بأبناء المحافظات والمناطق المختلفة، وجميعهم يسيرون فى خططهم الدعائية "زى الكتاب ما بيقول"، لكن حاول معى عزيزى القارئ أن تستدعى المشاهد التى قدمها الكاتب السينمائى المخضرم وحيد حامد فى فيلمه "طيور الظلام"، عندما كان النجم عادل إمام يقوم بتنظيم الحملة الانتخابية الدعائية لعضو مجلس الشعب الذى جسد دوره الفنان جميل راتب، بترون سينمائى يسير عليه جميع المرشحين، ومنها مشاهد المشاركة فى أحد الأفراح، والتصوير بجانب العروس والعريس والجلوس إلى البسطاء والمهمشين، وتقديم الوعود، لقطات لحمل الأطفال.
أعتقد أنه يتبقى فقط أن نجد أحد المرشحين يشارك فى حفل طهور أحد الأطفال، ورغم أن هناك تصريحات والعديد من اللقطات إلا أننا لم نجد مرشحا واحدا حتى الآن يتحدث من قريب أو بعيد فى برنامجه الانتخابى عن الثقافة والفنون، وحدهم الإخوان المسلمين تحدثوا عن الفن والثقافة ورؤيتهم لضرورة تقديم أعمال هادفة تخدم أفكارهم، وحدهم الإخوان قرروا التفكير فى إنتاج سينما وإطلاق ألبومات دينية وقنوات فضائية وصحف ومجلات، والمفارقة أن أغلب المرشحين الليبراليين لم يفكر واحدا فيهم فى الالتفات إلى تلك المسألة وكأن الثقافة والفنون هى شىء هامشى غير مؤثر فى مسيرة وصناعة الأمم، رغم أن مصر عانت طويلاً من محاولات تهميش الثقافة والمثقفين، رغم أن المجتمعات السوية هى التى يكون فيها حوار دائم بين الثقافة والسياسية.
هذا ليس كلامى أو رؤيتى، بل هو كلام الكثير من مثقفى هذا البلد ومنهم الكاتب والصحفى محمد سلماوى، والذى يبدو أن هذا الأمر لفت نظره جديا لذلك قرر تنظيم سلسلة من اللقاءات الفكرية للمرشحين المحتملين يتساءل فيها عن الثقافة والفنون فى برامجهم الانتخابية، ولذلك أطلق اتحاد الكتاب المصريين مبادرة من خلال عقد سلسلة من اللقاءات الفكرية يتم من خلالها الاطلاع على أفكار المرشحين للرئاسة فيما يتعلق بدور المثقف فى المجتمع وأهمية الثقافة والفنون والآداب والفكر باعتبارهم القوى الناعمة لمصر.
ولكن كل ما أخشاه أن تسفر هذه اللقاءات عن وعود وتصريحات نارية لا ينتج عنها شىء، خصوصا وأنه لا يوجد واحد من المرشحين قد التفت إلى هذا الأمر، لذلك فبعضهم قد يتعامل مع هذا الأمر على أنه تم توريطهم، ورغم إيمانى وتقديرى لأهمية القضايا السياسية والاجتماعية التى يتحدث بشأنها المرشحين المحتملين للرئاسة، إلا أن النهضة الاجتماعية والسياسية والتعليمية لن تحدث بشكل فاعل وحقيقى، إلا إذا كان هناك اهتمام أصيل بالثقافة والفنون والتى هى دائما عنوانا للشعوب المتحضرة.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد الموجود
رؤية وسطية