خبراء وكتاب: الإعلام منتهى الصلاحية ويعانى الهذيان ومخاوف من اختطاف حريته

الإثنين، 26 سبتمبر 2011 01:01 م
خبراء وكتاب: الإعلام منتهى الصلاحية ويعانى الهذيان ومخاوف من اختطاف حريته محمد هانى رئيس قناة "سى بى سى" الفضائية
كتبت سمر مرزبان ورحاب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نفى محمد هانى رئيس قناة "سى بى سى" الفضائية مواجهته أى تدخلات من قبل جهاز أمن الدولة السابق بشكل مباشر، خلال فترة عمله ببرنامج "البيت بيتك" قبل أحدث ثورة 25 يناير.

وأضاف أن وزير الإعلام السابق كان يتدخل فى أوقات معينة خاصة عندما كانت تحدث مشكلات سياسية أو أزمات معينة، مؤكدا عدم تدخل المجلس العسكرى أو وزير الأعلام بعد 25 يناير فى سياسة الفضائيات، مضيفا أنه وقت غلق مكتب قناة الجزيرة اجتمع وزير الإعلام برؤساء القنوات لمناقشة حيثيات هذا القرار.

كما شدد هانى خلال ندوة نظمتها الجامعة الأمريكية مساء أمس الأحد بعنوان "ثمانية أشهر على الثورة: هل أصبح الإعلام المصرى حرا ومستقلا؟على وجود المهنية كأساس للعمل الإعلامى الحر، ففى ظل غياب المهنية سيتحول العمل الإعلامى إلى هذيان، كما قال إننا نعانى من أزمة "إهدار المعلومة" وهى أزمة فى حاجة لعلاج سريع، إلا أنها وصلت لقمة ذروتها بعد أحداث ثورة 25 يناير بسبب قلة المحاسبة والرقابة، قائلا إن المعلومات فى الإعلام تلاشت لصالح الرأى فجميع البرامج التى خلقت الحالة الإعلامية الحالية فى مصر والتى صنعت انفجار فى الإعلام ككل هى وبنسب متفاوتة استعراض للآراء أكثر منه للمعلومات، فطغى الرأى على المعلومة، ولكننا ليس لدينا ما يضمن أن هذه الآراء تعبر عن الصورة كاملة، ولذلك يرى هانى أننا فى لحظة تاريخية يجب أن يقف فيها الإعلام مع نفسه لمعرفة حجمنا وأدواتنا وكيفية تطوير تلك الأدوات، قائلا إن الإعلام المصرى فى جزء منه أعمى ويعمل داخل صندوق ورغم إطلاع عدد كبير من العاملين فى المحطات الرسمية على الإعلام الخارجى إلا أن الإعلام المصرى حاليا "منتهى الصلاحية".

وردا على ما يشاع أن قناة "سى بى سى" تقوم بما يسمى التبييض السياسى بتضمنها إعلاميين ما قبل الثورة قال هانى إن من حق أى مشاهد أن يجد الإعلامى كما يراه على الشاشة، مضيفاً أن القناة تضم أكثر من 11 إعلاميا وصحفيا تختلف توجهاتهم بالشكل الذى يصل إلى حد التناقض، مبررا ذلك بأن التصور الذى تم تأسيس القناة على أساسه هو ألا تكون قناة معبرة عن اتجاه سياسى بعينه حتى تعبر عن جميع الفئات من الجماهير.

وحول مدى حرية الإعلام بعد الثورة يرى ياسر عبد العزيز الكاتب والخبير الإعلامى أن سقف الحريات بالإعلام المصرى ارتفع كثيرا بعد الثورة نلمس ذلك، من خلال ما يتم مناقشته وتداوله فى البرامج الإعلامية وأشياء أخرى كثيرة، إلا أنه يعانى الآن من ما يسمى بـ"خيبة الأمل" واليأس بسبب عدم القدرة على الاستفادة بما حصل عليه بعد الثورة، حيث يرى أن الارتفاع الكبير فى الحرية لم يواكبه ارتفاع موازى فى الأداء المهنى للعملية الإعلامية بأكملها، مؤكدا أن الحرية موجودة، ولكنها لم تقنن لذلك من الممكن أن تأتى سلطة أقرب إلى التعتيم لتختطف تلك الحرية مرة أخرى.

كما أشار ياسر إلى أنه رغم تحفظه على بعض أنماط أداء قناة الجزيرة، إلا أنه يرى الخشونة قد زادت فيما يخص غلق مكتب الجزيرة، مرجعا هذا إلى أن هناك سلطة انتقالية بدأ صدرها يضيق من بعض الممارسات الإعلامية التى تنزع إلى الانفلات فى تلك المرحلة الحساسة، وأضاف ياسر أن الإعلام نظام تابع للنظام السياسى، وأن درجة كفاء الإعلام تتوقف على درجة التنظيم السياسى فى المجتمع، لذلك فكل إعلام يشبه دولته ضاربا المثل بالإعلام القطرى الذى يشبه الجيش الصغير الذكى والقادر على الاختراق.

وأكد ياسر أنه ضد العزل الإعلامى لمن يطلق عليهم "فلول النظام السابق" فالتليفزيون الخاص لديه حرية استقبال أيا منهم ولمن يعترض عليهم الحرية فى مشاهدتهم أم لا، قائلا: "أما التلفزيون العام لا" فلا يجب أن يستقبل "فلاً"، وإن حدث فلابد أن يكون بواقع أنه متهم بالفساد والإهدار والعجز، وحول إمكانية وجود دور للجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى فى الإعلام رأى ياسر أن مصر لديها الآن قدر كبير من الحساسية تجاه كل ما هو وافد من الخارج، ولكن بمجرد عودة الشعب المصرى للفخر القومى والثقة فى الذات سيكون على استعداد لاستقبال أى جهة.

فيما يرى ألبرت شفيق رئيس قناة "أون تى فى" الفضائية، أننا كما نمتلك إعلام حكومى وإعلام لرجال الأعمال فلا يوجد مانع من وجود دور للجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى فى صناعة إعلام جيد.

وانتقد شفيق الاستخدام المباشر للسلطة التنفيذية لغلق مكتب الجزيرة فيرى أنه كان يجب على وزير الإعلام أن يرفع دعوى أولا بعدم وجود تراخيص للقناة ومخالفتها، فيأتى قرار الغلق بناء على حكم المحكمة وليس بشكل مباشر كما حدث، وحول ما إذا كان هناك تدخل فى سياسة القناة نفى شفيق وجود أى اتصالات من الشئون المعنوية أو المجلس العسكرى للتدخل بعد الثورة، إلا أن الوضع قبل الثورة كان مختلفا، حيث أوضح أن أمن الدولة حاول التدخل أكثر من مرة فى السياسة التحريرية لبعض البرامج، وكان يعترض ومع تكرار هذا أرسل وزير الإعلام السابق إنذارا بغلق القناة بحجة عدم وجود تراخيص للبرامج الإخبارية، وعندما تم تسوية الأمر جاء إنذار آخر بعدم وجود ترخيص للـ"نيوز بار" مما كان مثيرا للضحك، قائلا: "وأخيرا اتصل بى وزير الإعلام يوم شم النسيم، وقال عايزينها شم نسيم انهاردة أحسن البلد هتروح".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة