المدهون: لا يمكن إنكار "تل أبيب" على الخريطة

الإثنين، 26 سبتمبر 2011 07:32 م
     المدهون: لا يمكن إنكار "تل أبيب" على الخريطة جانب من اللقاء
رسالة البحرين ـ سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استضافت حملة كلنا نقرأ الكاتب الفلسطينى ربعى المدهون اليوم فى آخر جلساتها الحوارية والنقاشية بمهرجان تاء الشباب الثالث الذى تنظمه وزارة الثقافة البحرينية، وذلك لمناقشة كتابه "السيدة من تل أبيب" التى كانت قد أُدرِجت فى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية – 2010م.

وشارك الحضور وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مى بنت محمد آل خليفة والسفير الفلسطينى بالبحرين طـه محمد عبدالقادر، إلى جانب مجموعة كبيرة من الشباب الذى يرغب فى مناقشة الواقع الفلسطينى.

وقال المدهون، إن روايته لا تعتبر تطبيعا، لأنه لا يمكن إنكار وجود تل أبيب على الخريطة مهما اختلفنا على ذلك، ثم بدأ جلسته من خلال قراءة لاقتباسات أهم مشاهد وفواصل الرواية وشرحها، قائلاً أن محتوى هذه الرواية عبارة عن مجموعة قصصية أشبه بسيرة ذاتية لبطل الرواية "وليد دهمان"، والتى لم تكن لتصبح فى يوم رواية سياسية وأنها صورة أشبه بالواقع الذى يعيشه الفلسطينى يومياً، كما حاول أن يخلق صورة للمغترب الفلسطينى، فضلاً عن اسمه ظناً منه أنه من النادر أن يرجع أى مغترب لموطنه بعد غياب يزيد عن الأربعين سنة، وأراد بذلك حل لغز هذه العودة والسر الغامض وراء الرجوع إلى الموطن.

راهن الكاتب على المصادفات والأحداث والوقائع، حتى بدأ فى بناء وتشيكل الرواية ذاكراً الموقف الذى جعل منه يكتب الرواية التى تمثلت فى بكاء امرأة إسرائيلية فى الطائرة إثر عودته لغزة، وبعد عدة شهور اكتشف أنها على علاقة مع أحد أبناء رؤساء الدول العربية، واستغل ذلك الموقف فى الكتابة، كما وضّح الأسلوب الدائرى الذى انتهجه فى كتابة الرواية، وأشار أن بداية الرواية هى المقطع الأخير من الرواية، وأنها لعبة على شكل خطير مغاير ومختلف فى كل السلبيات، وأثبت عنه كسر أى حاجز إلى الجرأة.

وأكد الروائى، أنه يستحيل فصل المتخيل عن الحقيقة، فما يتم قراءته متخيلاً لن يكون دقيقاً وواجه هذا النقد عدة مرات، والسبب فى تقنيته المستخدمة للكتابة، وأضاف أن ما يحصل فى فلسطين وما تنشره القنوات الفضائية والجرائد من أخبار يبتعد كثيراً عن معاناة الواقع الفعلى فى فلسطين، فهى أقوى بكثير من أى مستوى للتخيل، وأن ما حاول فعله خلال الرواية هو رفع الواقع إلى مستوى الخيال، وأخذ الخيال إلى مستوى الحقيقة والواقع، وإضاعة الفواصل بينهما مما يشغل القارئ بحقيقة الوضع فى فلسطين.

وأشاد أحد الحضور بسرد الكاتب لمقاطع الكتاب وسأل عن سبب إنكار الكاتب لأممية القضية الفلسطينية وعن تطبيع الكاتب فى الرواية، وقد علل المدهون أن الكتاب يحتوى على رواية وليس منشوراً سياسياً، بل عملاً فنياً، لذا محاكمته تكون فنية وليست سياسية، والغرض من الكاميكازية أن النقطة تصل بقوة إيصال جوهر النضال الشعبى حتى يقيم الرابط الإنسانى، وأما التطبيع فهو يستنكر هذه الكلمة ويرفضها، لأن العديد من القنوات والفضائيات والجرائد تستخدم مصطلحات توحى بالتطبيع للكيان الإسرائيلى، وهناك مصطلحات إسرائيلية موجودة وضمن موقع جغرافى لا يمكن إنكارها إلا بعد زوالها، وسوف تزال معها عبارات التطبيع المزعمة، كما قال إن للتطبيع مفاهيم مختلفة اختلفت مع أوجه النظر التى تستخدم بطريقة خاطئة، وذلك لغياب الديموقراطية، وأكد أن هناك حوالى 300 ألف فلسطينى يعيش فى إسرائيل، ويعملون لصالحها، بسبب غياب الدعم العربى والأوروبى لهم، مما حداهم على ذلك.

وحول تعدد الرواة ضمنياً فى الرواية وتوظيف ذلك، قال المدهون إنها كانت حيلة فنية خدمت التكنيك الفنى، وأشار ربعى أن لكل كاتب وجهة نظر وأسلوب مختلف عن الآخر، وهذه رواية سياسية تحمل فكرة سياسية، وأن أفكار هذه الرواية قد تكون خالية من السيطرة الأيدلوجية، وعن مدى اعتقاده أن الرواية ممر للأفكار التى لا يريد أن يتصادم بها، أوضح الكاتب أن "السيدة من تل أبيب" رواية إنسانية وسياسية، قائلاً: "أنا لا أطلب من أى شخص أن يحب إسرائيل ويقيم علاقة معها، وإنما أنقل صورة المجتمع الفلسطينى الذى يتعايش مع إسرائيل ويتعامل معه بحكم الظروف".

وأشار المدهون إلى أنه ابتعد فى كتابته عن عاطفة وصور الواقع الفلسطينى فى غزة، مؤكداً أن الفلسطينيين مستعدون لأن يضحوا، وأنه لم يتعمد أن يشوّه صورة النضال، ولكن ليس هذا هو المحور الأساسى للقصة فهو يصور فلسطين فى فترة زمنية معينة، وأنه بصدد نقل صورة عن الواقع بدون أن تتلوث بالعاطفة، وبالنسبة للرواية فقد تغيرت غزة خمسين عاماً إلى الوراء.

ورفض الروائى أن يكشف عن مدى مصداقية بعض الحقائق التى وردت، واعتبر هذه التفاصيل مسألة تخص الكاتب وحده، وأنه من النادر أن يكشف المؤلف عنها، فالكاتب لايكشف تفاصيل عمله.

ويرى المدهون، أن روايته لاقت نجاحاً بارزاً وقد طُبعت خمس طبعات، إلا أن محاولة الترجمة لاقت صعوبات ومشاكل عدة فى الإيطالية والألمانية، ونفى أية محاولة لترجمتها للعبرية، على اعتبار أنها قضية شأن فلسطينى، وتحتوى على العداء الكامل ضد إسرائيل.

وفى ختام حديثه، تكلم المدهون عن إنسانية بعض الإسرائيليين موضحاً أن عنف الاحتلال أفرز حالات عدة لمجموعات إسرائيلية رافضة لخدمة الجيش الصهيونى، حيث تمت معاقبتهم وسجنهم لفترة قصيرة، وأكد أن الجانب الإنسانى يطغى، وذكر بعض القصص حول ذلك، وأنه حاول أن يقدم نماذج إسرائيلية مختلفة متعددة، وحاول أن يعيد كل الناس إلى الجوهر الإنسانى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة