أقامت اليوم حملة "كلنا نقرأ" اللقاء الثالث لقراءة كتاب "إنما نحن جوقة العميان" للإعلامى السعودى تركى الدخيل، وبحضور وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مى بنت محمد آل خليفة، ضمن فعاليات مهرجان تاء الشباب الثقافى الذى تنظمه البحرين للعالم الثالث على التوالى.
كما شارك بالجلسة مجموعة من الشباب المطلع على تجربة الدخيل الإعلامية والثقافية، فى جو تفاعلى شهد العديد من المناقشات حول إحداثيات هذا الكتاب، والقضية التى يسعى لإيصالها.
وقال الدخيل، إن المرأة السعودية اقتربت من تحقيق طموحاتها نحو مزيد من التحرر، مشيرا إلى أن العديد من النساء السعوديات راضيات عن أوضاعهن الحالية.
تناول الدخيل فى بداية الجلسة طموحاته التى يسعى لتحقيقها وتجربته فى برنامجه "إضاءات"، قبل أن يعقب ذلك بسرد السر وراء كتابته لهذا الكتاب، وتجربته فى أحد مطاعم الظلام الدامس التى شجعته للاقتراب من هذا العالم، ونبش تجاربه وأدواته الأخرى، مشيرًا إلى أن هذه التجربة أثّرت فيه إنسانيًا، وفتحت له آفقًا أخرى لم يتوقع أن يجد نفسه فيه.
وأثار الدخيل الدهشة بتصريحاته كإعلامى حول التجربة التلفزيونية، قائلاً: "فى حقيقة الأمر التلفزيون ليس جهاز تثقيف، بل تسلية، وكل الذين راهنوا على أن يكون التلفزيون جهازًا تثقيفيًا فشلوا فى رهانهم"، موضحًا أن مهمته فى برنامج "إضاءات" هى توجيه الأسئلة واستدراج الضيف، وليس لإبداء رأيه الشخصى، كما تطرّق إلى سلبيات الإعلام العربى، متناولاً وجهة نظره: "يمكننا أن نتحدث عن هذه السلبيات حتى الغد، لكن ما يطرحه الإعلام ليس سوى انعكاس للمجتمع بكل مناحيه".
وعن كتابه "إنما نحن جوقة العميان"، أشار إلى أن مطعم "الظلام الدامس" هو الذى أدخله إلى عالم العميان، مبينًا أنه تحسّس هناك أدواته الأخرى، واكتشف أن حاسة البصر دائمًا ما تطغى على بقية الحواس، واتهم الدخيل الأفراد بالأنانية قائلاً: "كلنا أنانيون لأننا لا نفكر بغيرنا، وأنا أولكم لأننا لم نكن نفكر بهؤلاء العميان"، مستدركًا ذلك بتجربته الخاصة: "القدر قد يضطرك يومًا لتحس بمعاناة غيرك، حتى وإن لم تكن معاناتك"، وتحدّث عن ضرورة توفير المرافق المهيأة لاستعمال ذوى الاحتياجات الخاصة، ومعاملتهم كأشخاص سويين من غير دونية.
أوضح الدخيل، أنه استهدف من كتابه "إنما نحن جوقة العميان" تحفيزا للهمة، مدافعًا بالقول: "ليس المغبون الذى يفقد حاسة، بل الذى يفقد الهمّة والعزم"، وقد تضمّنت الجلسة تجربة جماعية، عصب من خلالها الجمهور عينيه ليمرّ بالتجربة ذاتها التى مرّ بها تركى، معقبًا: "أحاول من خلال كتابى تقديم الأمل والدعوة للعزم، وأعلم أنه ليس هنالك أسهل من إيجاد الأعذار، ذلك أنها أسهل من الإنجاز والعمل"، داعيًا الجمهور للتشبث بكل ما هو إيجابى، فـ "أسهل وظيفة هى البحث عن السلبيات، ولكن المهم كيف تعبر أنتَ عن إيجابياتك وكيف تنميها".
وحول حملة "كلنا نقرأ" أعرب الدخيل عن سعادته بمثل هذه التوجهات مؤكدًا أن أقسى أنواع الحرمان هو الحرمان من القراءة، موجهًا بعض النصائح للتعامل مع الكتاب كمتعة جميلة وليس كمنهج دراسى أو واجب، كما تطرّق إلى الوضع البحرينى بالقول: "إن أكثر ما يؤلمنى أنى أجد أهل البحرين المشهورين بالتسامح يتحول بعضهم إلى دعاة تشدد"، موجهًا حديثه للشباب: "لا تدعوكم الأزمات لتكونوا أكثر تشددًا، لا تدعوكم للتخلى عن تسامحكم المعروف الذى يميّزكم".
وقد وجّهت جميعة البحرين لصداقة المكفوفين شكرها للكاتب الإعلامى تركى الدخيل الذى قدّم للجمعية خمس نسخ من كتابه مطبوعة بطريقة بريل، متمنيًا أن تلقى هذه الكتابات انتشارًا أوسع لمشاركة هذه الفئة مختلف القراءات.