الخُلق هو: الدين والطبع والسجية، وهو عبارة عن الصورة الباطنيّة للإنسان، كما أنَّ «الخَلق» بالفتح عبارة عن الصورة الظاهرية للإنسان، فعند ما يقال: «فلان حسن الخَلق والخُلق» المراد أنّه حسن الظاهر والباطن.. ذلك هو تعريف للأخلاق بسكل مبسط.. ولو ألقينا نظرة على مانحن فيه نجد أنها _أى الأخلاق أو الخلق_ فى الانحسار والأفول.. فمن الناس وهم كثر من يأخذها وسيلة ظاهرة لتحقيق مآرب أخرى بحيث تصبح وسيلة لا غاية..
هشة لا عميقة.. وهناك من يحافظ عليها قولا وفعلا ومعنى وسط دهشة الكثيرين وكأننا من المفترض أن نعيش دونها مواكبة لهذا العصر!.. وبما أننا لسنا مخولين بالكشف عن أخلاق الناس وسرائرهم فليس أمامنا سوى بعضا من النماذج التى نراها تتسيد الموقف فى السلطة والعمل العام بما يمارسونه أمامنا لنكتشف أنه لافرق بين العوام والخواص.. فالعوام والسابلة والدهماء ارتحنا منهم وحكمنا عليهم بكلمة شاملة جامعة فى أنهم (بيئة) ونظرنا إليهم بازدراء وسخرية وتعاملنا معهم بغلظة وعدم تصديق ونفور وفرار.. لكن لو أتينا إلى الخواص أو القيمة أو المثل أو من يحكمون ويتسيدون نراهم بنفس النتيجة لكنهم لصوص فى ثياب فاخرة.. وقتله بوجوه بريئة.. ويرددون فى كل وقت آيات الله! وللأسف لم يتعامل معهم المجتمع كما تعامل مع الآخرين بعد أن عرفناهم على حقيقتهم إذاً فنحن منافقون ولنا يد فى تشويه المجتمع معهم.. لنأت على نموذجين من الخواص وما أدارك ماهم من حيث الصفوة والحظوة.. فى منتصف رمضان الماضى وبينما لجنة الفحص المكلفة من وزارة العدل تقوم بفحص ممتلكات زكريا عزمى حضر أخوه اللواء السابق وقام بالتهجم على أعضاء اللجنة بالضرب والسباب ولم يراع الشهر الكريم وحتى العضوة السيدة التى كانت فى اللجنة أخذت مما قال وفعل من أشياء يندى لها الجبين جانباً! أما الضابط الذى كان برفقة اللجنة لحراستها ومعاونتها وتذليل أى عقبات أمامها لممارسة العمل فلقد استأذن ساعة الاعتداء وذهب ليصلى الظهر جماعة! ومنذ أيام وفى الزقازيق شرقية اعتدى ابنا الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، على ضابط مرور أمرهما بعدم ركن السيارة فى مكان غير مخصص أصلا لركن السيارات به فاعتدوا عليه مبدئيا بالسب إلى أن هبطا من السيارة فسحباه من ملابسه وهما يهددانه بنقله من المحافظة مع سباب وشتائم لا يتوقفان وفى آخر الأمر تم التصالح وسلام على هيبة الشرطة.
وفى رأيى أن لو الضابط تصالح بإرادته فمن المفترض أن وزارة الداخلية لا تقبل التصالح.. ماعلينا.. فى الواقعة الأول بطلها شخص محسوب على النظام والسلطة من قبل الثورة إلى ما بعدها فتظن إن لا تغيير.. لا أخلاقيا ولا حتى فى المحاسبة السريعة (حتى لو كان الموضوع منظورا الآن أمام القضاء).. فى الواقعة الثانية يفترض أن يكون بطلاها على دراية بأخلاق الجماعة التى تعمل بمنطق الإسلام من سماحة ورقة ورحمة وتواضع والخلاصة أن الجميع مدان فلا أحد قادر على أن يضبط تصرفاته على موجة شديدة العمق والتعمق بل وكما قلت فهى هشة تطير عند أول حدث وحديث!.. وأطال الله عمر شاعرنا أحمد فؤاد نجم عندما قال: مناعة أرزاق جلابة أرزاء .. يا سخامة يا لطامة يللى اسمك أخلاق.. أزيك وأيش حالك..أيه آخر الأنباء.. دجوكى؟ سلخوكى؟ خلوكى أشلاء.. ما أنا قايل وسمعتى.. بس أنت اللى طمعتى.. فى بلدنا يعوزكى.. مسكوكى دقوكى.. بدماغ الدقماق!
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
الاستاذ محمد فوزي حتروح لبعيد ليه
عدد الردود 0
بواسطة:
وفاء ابو الحسن
الأخلاق والمجتمع
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
مقالة رائعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د.محمد عطيه
كلام والسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد
د. محمد عطية صاحب التعليق الرابع
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد عبد العزيز
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
حماده السيد_الكويت
ياسخامه يا لطامه يللى اسمك اخلاق
عدد الردود 0
بواسطة:
شادى عوض الدبسى
كم انت كبير يا غالى
عدد الردود 0
بواسطة:
د. طارق النجومى
كيف تكون مؤدبا فى مجتمع غير مؤدب ...???
عدد الردود 0
بواسطة:
د.محمد عطيه
اعتراضى على عدم جودة النص ادبيا وليس على مضمون الكتابه ومعناها