انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" تعهد الرئيس الأمريكى، باراك أوباما بدعم التغيرات الديمقراطية فى العالم العربى بزيادة حركة التجارة والاستثمار فى محاولة "لفتح المجال أما الفرص لتلحق بالحرية"، وقالت إن جهوده اللازمة للوفاء بتعهداته واجهت الكثير من العقبات فى واشنطن والشرق الأوسط على حد سواء، ومصر على رأسهم.
ودللت الصحيفة الأمريكية على ذلك بالإشارة إلى أن الكونجرس لم يمرر بعد البرنامجين الذين أعلنهما الرئيس أوباما فى مايو الماضى لمساعدة الديمقراطيات العربية الوليد والمتمثلين فى صناديق التمويل التنموية الاقتصادية، والإعفاء عن مليار دولار من الديون على عاتق مصر، ورغم أن البرنامجين تم الموافقة عليهما جزئيا من لجنة رئيسية بمجلس الشيوخ هذا الأسبوع، إلا أنهما حصلا على استقبال فاتر من مجلس النواب.
ورأت الصحيفة أن تردد المشرعين يتناقض كليا مع الحماسة التى اعترت الكونجرس عندما مد المساعدات الاقتصادية لدول أوروبا الشرقية بعد سقوط حائط برلين. ومع القيود المفروضة على الميزانية الأمريكية، يرى كثيرون أن الخطة الموضوعة للدول الخارجة من الاضطرابات السياسية التى تعرف بـ"الربيع العربى". ولكن النقاد يقولون إن استجابة الولايات المتحدة لهذه الثورات كانت فاترة.
وقالت الصحيفة "إن أمريكا قد عززت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل على مدى عقود ماضي، وذلك باعتبارها أكبر الدولة العربية، مشيرة إلى أن الرئيس باراك أوباما حاول مساعدة مصر اقتصاديا بعد ما تعرض الاقتصاد المصرى للانهيار جراء ثورة 25 يناير، التى أطاحت بالرئيس حسنى مبارك، إلا أن عدد من أعضاء الكونجرس رفضوا جهود أوباما بتوجيه المساعدات لمصر وتونس، واعتمادها فى ميزانية 2011".
وبررت النائبة إيلينا روس، رئيس لجنة الشئون الخارجية فى الكونجرس هذا الاعتراض قائلة "إن تقديم المساعدات لمصر كان تفيدنا بتأمين مصالح أمننا القومى فى الماضى، لكن الأحوال فى مصر الآن تغيرت كثيرا".، مضيفة ""لا نعرف حتى الآن ما هى طبيعة القيادة المصرية الجديدة، وما هو جدول أعمالها، ومدى التزامهم بالسلام... والأهم من ذلك، التزامها بوجود علاقة قوية مع الولايات المتحدة "، مؤكدة أن إدارة أوباما تستعجل فى تقديم المساعدات.
وألمحت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد طرحت 250 مليون دولار فى شكل ضامنات قروض، ووجهت 110 مليون دولار آخرين مساعدات لمصر فى شكل مشاريع أخرى، لتوفير الدعم الاقتصادى.
فى الوقت نفسه قالت الصحيفة إن الدول الغربية تعهدت بمساعدة دول الشرق الأوسط بـ 38 مليار دولار لتمويل إصلاح الدول التى شهدت الربيع العربى، والكثير منها فى شكل قروض من بنوك التنمية الدولية.
ونقلت الصحيفة عن ميشيل دن، المسئولة السابقة فى وزارة الخارجية الأمريكية قولها "الآن تسعى الجهود الأمريكية لمساعدة الديمقراطيات الناشئة بشكل "تدريجى"، مضيفة "ما نحتاجه حقا هو شيء أكثر من ذلك بكثير، الأمر الذى يرسم رؤية لازدهار وعلاقة جديدة لمصر مع الولايات المتحدة"، مثل اتفاق التجارة الحرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأمريكية قدمت أكثر من 65 مليون دولار لمنظمات المجتمع المدنى المصرية ليست مسجلة بالكشوف الحكومية، مما أغضب هذا المسئولين المصرين.
ونقلت الصحيفة عن مسئول بالخارجية، رفض الكشف عن هويته قوله "كنا نظن أنه فى أعقاب الثورة ، سيكون هناك مزيد من الانفتاح فى مجال المجتمع المدنى".
وأكدت الصحيفة أن مسئولين أمريكيين أكدوا للحكومة المصرية أن هذه البرامج لا تستقطب الأحزاب الفردية، لكنها تتناول المصلحة العامة.
عضو بالكونجرس: أوباما استعجل فى تقديم المساعدات لمصر
الأحد، 25 سبتمبر 2011 12:31 م