من أكبر مساوئ العهد الفائت أنه قام بعملية تقليم وتقزيم للمجتمع المصرى بجميع طوائفه وفئاته، ولعهد طويل لم نر قامات تعلو فى بلادنا..لا قامات فكرية ولا قامات أدبية ولا اقتصادية ولا مهنية وبتقزيمهم تقزمت هامة مصر حتى أصبحت لا نسمع لصوتها رجزًا.
ورغم أن بلادنا تمتلئ بتلك القامات.. لكنهم تعمدوا وأدها والتعتيم عليها وعدم رعايتها حتى تخلص الساحة لهم ولحواريهم وليقوموا بأعمالهم من السلب والنهب فى هدوء وراحة بال.
ومن الهيئات التى حرصوا على تقزيمها وإلغاء دورها وتهميشها كانت النقابات المهنية.. حرصوا على السيطرة عليها وتزوير انتخاباتها وتصدر الموالون لهم قياداتها ومن لم يستسلم كانت المحاصرة وجحافل الأمن المركزى لمحاصرتهم وكتم أصواتهم ومباحث أمن الدولة للتعكير على قياداتها وجعل ليلهم نهارًا وحياتهم جحيما.
عندما قامت ثورة التغيير.. كان من المأمول أن يهب أعضاء النقابات هبة رجل واحد لتطهير نقابتهم من ذيول وأزلام ورجس هذا العهد اللعين.. ومن ثم إقامة انتخابات حقيقية وتصدر الشرفاء المشهد.
كان من المفترض بعد تطهير النقابات أن يتم عمل مجلس قيادة يضم أعضاء النقابات المهنية من نقيب وأعضاء ويتصدرون المشهد السياسى، وتكون لهم الكلمة فى ظل عدم وجود قيادة وحالة العبث التى نعيشها.. إن ورقة التوت قد سقطت عن جميع الأحزاب التى كانت قائمة قبل ثورة الشعب واتضح أنها أحزاب كارتونية إعلامية ليست لها أى قواعد شعبية ولكن لقيادتها حناجر عالية وتواجد إعلامى من صحافة ولقاءات تليفزيونية وبعد ذلك عليهم السلام.. فليس لهم تواجد ولا سيطرة على الشارع.. وبدلا من دور قيادى للنقابات وجدناها تتقوقع على نفسها وتتقزم مطالبها ومواقفها وبدلا من أن تنهض بالوطن أصبحت عبئا عليه فى مرحلة حاسمة.. وبدلا من أن تهب لإنقاذ الوطن هبت لما اعتقدت أنه إنقاذ لذاتها، اعتصامات ومطالبات بزيادة الرواتب فى وقت الوطن يتهاوى.. لقد صبرنا سنوات طويلة وعندما جاءت الفرصة للنقابات نظرت تحت أرجلها وأصيبت بقصر النظر ونفسى ومن بعدى الطوفان.
إن نقابات المهندسين والمحامين والمعلمين والأطباء والصيادلة والصحفيين والتطبيقيين والزراعيين وغيرها.. تضم الملايين من مثقفى الأمة.. تركوا الساحة ليتصدرها من لا يعرف لهم هوية ولا اتجاهًا فاختلط الحابل بالنابل وأصبحنا كلوحة سريالية لا نعرف لها أولا من آخر.
لننظر على وطننا نظرة جادة ولتتصدر النقابات الحرة المشهد بدلا من أصحاب المصالح والعشوائيين والبلطجية وما يسمون أنفسهم بالألتراس والغثاء.. لنعلو فوق المطالب حتى يستقر الوطن.. وعندها يكون لنا موقف وكلمة من موقع قوة وليس استجداء.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
معك أتفق دكتور طارق
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
الفرج أت باذن الله
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
لم تكن هناك نقابات ولا احزاب - بل كانت خراب - وكلهم شوية زلنطحيه ومصلحنجيه
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى أحمد
هى البداية
عدد الردود 0
بواسطة:
جيهان الحسيني
التغيير إن شاء الله قادم
عدد الردود 0
بواسطة:
د. هشام منصور
فَأَصْبَحَت خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد بسيونى
بالصبر تأتى النجاحات
عدد الردود 0
بواسطة:
المخرج محمدالحفناوى
لاحياة لمن تنادى يادكتورناالغالى
عدد الردود 0
بواسطة:
شكري ابو بطيخه
ذهب اصحاب العروش وبقي اصحاب الكروش
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام كرم الطوخى
حتى يستقر الوطن