محمد حمدى

الطريق الصعب إلى الدولة الفلسطينية

الأحد، 25 سبتمبر 2011 10:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1988 أى قبل 23 عاما من الآن، وقف الزعيم التاريخى للشعب الفلسطينى، الراحل ياسر عرفات، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليعلن قيام دولة فلسطين.. كان هذا هو أول إعلان من نوعه عن ميلاد دولة فلسطينية، لكنها كانت دولة تحت الاحتلال، وتقودها منظمة التحرير الفلسطينية من المهجر، من تونس والجزائر واليمن.

بعد 23 عاما وقف ثانى رئيس فلسطينى، الرئيس محمود عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ليطلب اعتراف المجتمع الدولى، ممثلا فى مجلس الأمن بالدولة الفلسطينية، ومنحها العضوية الكاملة فى المنظمة الدولية، وهو حدث مهم، وتاريخى احتفل به الفلسطينيون فى مختلف أرجاء العالم، لكن العالم العربى المشغول بقضاياه الداخلية، وبربيعه الذى يكاد يتحول إلى خريف، فى بعض الأقطار، لم يبد اهتماما يذكر بهذا الحدث.

وبين التاريخيين الكثير من المحطات والأحداث التى دفعت كل من أبو عمار، وأبو مازن، إلى الذهاب إلى مجلس الأمن فى توقيتين مختلفين، وللحصول على خطوة فى طريق الدولة الفلسطينية المستقلة.

فى عام 1988 كانت القضية الفلسطينية فى أسوأ فتراتها، وأخطر منعطفاتها، خرج الفلسطينيون فى عام 1970 من الأردن، ففقدوا جبهة مع الأرض المحتلة، لكنهم توجهوا إلى لبنان، وظلوا فيها حتى الثمانينات، لكن اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، وتورط بعض الفصائل الفلسطينية فيها، ثم الاجتياح الإسرائيلى للبنان فى عام 1980 ووصول قوات الاحتلال حتى بيروت بمساعدة بعض الموارنة، انتهى بخروج الفلسطينيين من لبنان، إلى تونس والجزائر واليمن.

عمليا كادت المقاومة الفلسطينية تموت بسبب بعد المسافات بين الأرض المحتلة، والمنافى العربية التى نقلت إليها المقاومة الفلسطينية.. فى نفس الوقت الذى خرجت فيه مصر من دائرة الصراع بمعاهدة السلام مع إسرائيل، وتشكلت جبهة الصمود العربى، وبدا أنها كانت نزاعا سوريا عراقيا على الفوز بالدور المصرى الغائب على حساب القضية الفلسطينية.

فى هذه الظروف المعقدة والصعبة أطلقت منظمة التحرير الفلسطينية من تونس الانتفاضة الفلسطينية الأولى فى الأراضى المحتلة، وأتبعها إعلان استقلال فلسطين، حتى تظل القضية وتعود إلى دائرة الضوء مرة أخرى.

الذهاب إلى مجلس الأمن قبل أيام أيضا له ما يبرره، فقد انتزع الفلسطينيون بفضل اتفاقات أوسلو للسلام عام 1995، شبه حكم ذاتى، صحيح أنه منقوص، لكنه فى النهاية أعاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الشتات إلى الضفة وغزة، وأقيمت مؤسسات وطنية فلسطينية، وأصبح هناك حكومة فلسطينية، لولا الاقتتال بين فتح وحماس، الذى قسم الوطن الفلسطينى بينهم.

وبعد سنوات من الحكم الذاتى، وشبه الدولة، أصبح معروفا لدى الجميع، أن السياسيين الإسرائيليين نادمون على ما فعلوه وعلى اتفاقهم مع الفلسطينيين، وأصبحوا ينقضون على الاتفاقات السابقة خطوة، خطوة.. فى الوقت الذى يبدو فيه العالم مشغولا بالربيع العربى، أكثر من انشغاله بالصراع العربى الإسرائيلى، ومن هنا كانت خطوة أبو مازن بالتوجه إلى مجلس الأمن وطلب الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين.

الطريق لا يزال طويلا، لكنه بدأ ، ويستحق الاحتفال، وعلى العرب جميعا دعم الخطوة الفلسطينية، وأن يكونوا متأكدين أنه لا استقرار فى العالم العربى، دون حل القضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية، وإنهاء الانقسام بين غزة والضفة وهذا هو التحدى الأكبر.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

مـواهــــب.....

الطريق لايزال طويل ..

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

السؤال يا أستاذ محمد

عدد الردود 0

بواسطة:

نادره عساف

التحدى الأكبر .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة