كنت جالسة منتظرة الشروق فوجدت صوتاً يهمس فى أذنى ويقول لماذا يا بنى آدم تفعلوا ذلك؟؟ وقد أتاكم الله من فضله فقلت وماذا نفعل قال ألم تعرفى ماذا تفعلون؟ فأنتم تركتم ما أمركم به الله وذهبتم فى دنياكم تضحكون وتمرحون وتنسون لماذا خُلقتم فقلت لا فإننا نعلم خلقنا من أجل أن نعبد الله وقال الله تعالى ) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وإذا كنا نمرح ولكن ليس فى معصية الله ونقوم بأداء فرائضنا ونتبع سنة الحبيب ونبتعد عن ماحرمه الله..
فقال كلاماً جميل تقولوه دائما يا بنى آدم فأنتم حافظون الكلام بشكل جيد عندكم البلاغة فى الكلام ولكن أجد الكثير منكم ينطبق عليهم قول الله (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).
فقلت هل لى بسؤال فقال نعم فهذا طبع فيكم تريدون دائما أن تسألوا ورغم علمكم بالشىء تخطئوا أو تتناسوا إنكم على علم به وعند سؤالكم عن معصية قمتم بها تقولون أخطأنا وهنا تذكروا قول الله سبحانه وتعالى( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) وكأنكم تذكرون الله فقد عند فعل الخطأ، ولكن قبل أن تخطئوا تتجاهلون أن ذلك خطأ.
تبررون أخطاءكم وتقولون إن النفس ضعيفة وتذكرون أيضاً قول الله سبحانه وتعالى "إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّى إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَحِيمٌ" فقلت أريد أن أسألك فقال اسألى فقلت نسيت...
فقال فأنا الذى أريد أن أسألكِ لكى أفهم ما السبب فى عصيان بنى آدم لربهم؟؟ فقلت إننا نخطئ ولكن ليس استهانة بالله ولكن ضعف منا فقال وإلى متى ستظلون كذلك حتى يأتيكم الموت فصمت ولم أجد كلاما وشعرت بأن لسانى أصبح عاجزاً عن الكلام..
فقال عجبت منكم يا بنى آدم تستخفون من الناس ولا تستخفون من الله فقلت وماذا تقصد؟ قال تسألينى وأنتِ من بنى آدم ولكن سأقول لك فبعض الرجال من بنى آدم ينظر إلى النساء ولا يغضون أبصارهم إلا أمام من يخشاهم مثلاً زوجاتهم حتى لا يحدث مشاكل بينهم، ولكن مع أنفسهم أو مع أصحابهم ينظرون وكأن الله لا يراهم ولا يخشونه.
وبعض النساء أيضاً تصادق الرجال ولا تصارحن به أمام من تخشاه وكأنهن تناسين قول الله (ولا متخذات أخدان) والزوجة تخون زوجها ولا تخشى غير الزوج، وكذلك الزوج فقال ألم تر ذلك من قبل فقلت بلى رأيت..
حتى حكامكم لايخشون الله ولكن يخشون أن يعرف شعبهم فسادهم فهنا يحزنون لأنه اتضح أمرهم أمام شعبهم ولم يعلم أن أمرهم جلى أمام الله من قبل.
فقلت أتقصدنى بهذا الكلام قال الله أعلم فأنا لا أعلم مابداخلكم ولكن أنتم يا بنى آدم أعلم بأنفسكم.
وبدأ صوته يخفض فقلت تذكرت.. من أنت؟ فقال أهذا سؤالك؟ قلت نعم فقال شغلك من أنا فقلت بالطبع أود أن أعرف فقال أنتم كذلك يا بنى آدم لاتعرفون أنفسكم.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
000
اللهم نعوذ بك من شرور انفسنا
عدد الردود 0
بواسطة:
زهرة القرنفل
الحمدلله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
الأستاذة ايمان التقية النقية
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
الأستاذه ايمان محمد البستاني - دروس وعبر - لمن يعتبر
عدد الردود 0
بواسطة:
جيهان الحسيني
هذا ما نحتاجه دوماً
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
حوار ممتع
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
عقل وحكمه للتوأمان الشبيهان في الاسلوب
عدد الردود 0
بواسطة:
شريف عامر
حوار مفيد للنفس
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود كرم الدين محمود
صدقتِ في كل كلمة
عدد الردود 0
بواسطة:
دز طارق النجومى
الفجور و التقوى