يتناول كتاب "انتفاضات أم ثورات فى تاريخ مصر الحديثة" للمفكر الدكتور محمد حافظ دياب، الصورة السلبية التى اتصف بها المصريون التى سجلها الكثير من الكتاب المصريين والأجانب، وأنه فى حالة تعرضه للظلم والجبروت يستسلم للاستكانة والخضوع للأمر الواقع، والاكتفاء بالحسبنة والتوكل على الله فى رفع البلاء.
إلا أن هذا الكتاب الصادر عن دار الشروق، يقدم البراهين والأدلة التاريخية التى تثبت عدم صحة هذه الصورة، وأن الشعب المصرى إن كان يستكين ويرضى بالأمر الواقع إلا أنها تكون لفترات قصيرة يهب بعدها ليثور على هذا الظلم ويرفع الطغيان عنه، ويقدم أمثلة على ذلك بثورات الشعب المصرى على مدار التاريخ التى اتخذت أشكالاً متعددة كالتمرد، والعصيان، والاحتجاج، والانتفاضات للتعبير عن غضبهم ورفضهم للظلم.
وتقول الدكتور لطيفة محمد سالم فى تقديمها للكتاب، إن هذه الصورة السلبية التى اتصف بها المصريون غير صحيحة، فقد كانت متغيرة وفقاً للظروف التاريخية، فعلى مدار التاريخ منذ أن وطئت أقدام الغزو الفرنسى أرض مصر 1798 وحتى أحداث يناير 1977، شهدت الحركة الوطنية المصرية خليطا من الثورات التى قام بها الشعب المصرى ضد كل أشكال الظلم والطغيان.
ويبدأ الكاتب بتعريف بعض المصطلحات مفاهيم الحركات الوطنية مثل" الثورة، والانتفاضة، والانقلاب " والالتباسات فى تعريف هذه المفاهيم فى المعجم واستخدامها فى الواقع السياسى.
بينما يتناول الفصل الثانى فترة الغزو الفرنسى لمصر أسباب قدومها ومقاومة الشعب المصرى لها، ورفضه للغزو الثقافى والسياسى الفرنسى لمصر، والانتفاضات التى قامت فى القاهرة والصعيد ضدها.. ويتحدث فى الفصل الثالث عن ملحمة رشيد من بدايتها والتهديد الذى مثلته على مصر حتى هزيمة حملة فريزر بعد مقاومة أهالى رشيد لها 1807.
ويقدم الفصل الرابع معالجة للثورة العرابية، والعوامل التى دفعت للقيام بها، ودور فئات الشعب المختلفة التى شاركت فى الثورة، من ومثقفين وأعيان وفلاحين، ويتناول الفصل الخامس ثورة 1919 التى سماها "ثورة كل المصريين"، والمناخ السياسى الذى سبق الثورة، والأحداث اليومية لهذه الثورة التى انتشرت فى أرجاء مصر كلها.
ثم يستعرض الكاتب بعد ذلك انتفاضة الطلبة عام 1935، وتداعياتها وموقف الحكومة فى الرد عليها، وانتفاضة العمال والطلبة 1946 ويشير إلى حادثة كوبرى عباس، ومحاولات السلطات البريطانية شق صفوف الحركة الوطنية.
وفى الفصل الثامن يعرض ثورة يوليو 52 التى أسماها " بالثورة المجهضة" ويقدم تحليلا نقديا لها، ويتناول بعد ذلك انتفاضة 77 أو ما أسماها "هبة الجياع" والأسباب التى دفعت إليها الذى أدى للانفجار وكيفية قمع الحكومة لها.
ويتناول أخير مستقبل الحركة الوطنية فى مصر فى ظل الظروف الراهنة والتغيرات التى طرأت على الحركة القومية والوطنية.
عدد الردود 0
بواسطة:
كل واحد مالوش لازمة يتكلم عن ثورة 52
الناس فاهمة كويس