أفندم أنا موجود قالها الرئيس السابق ونجليه، أثناء محاكمتهم لتصبح تلك العبارة من أشهر العبارات فى الفترة الحالية ليست فقط لارتباطها بمحاكمة رموز النظام السابق، ولكن أيضا لأنها أصبحت مدلولاً على كل التحركات، سواء للأحزاب أو الحركات السياسية أو الاجتماعية أو حتى المجموعات الشبابية التى ليس لها علاقة بالسياسة وأصبح الكل يصيح أفندم أنا موجود.
فالمثير للجدل فى الأمر أنه أثناء الأيام الأولى من الثورة المصرية المجيدة، لم يكن فى اهتمام أى من الأفراد أو الأحزاب أو التحركات السياسية وحتى مرشحى الرئاسة المحتملين التنويه عن نفسه أو جماعته أو الدعاية لها أو إثبات الحضور، وكان الكل يتباهى بذلك الانسجام بين أطياف الشعب المصرى، دون النظر إلى ميولهم السياسية أو انتماءاتهم الفكرية، أو الدينية ليتحول الأمر بعد ذلك إلى معركة أفندم أنا موجود، فتخرج كل جمعة مليونية لفصيل منهم (تصحيح المسار – الإرادة الشعبية – الشريعة – لا للطوارئ 0000000وغيرها).
فالإخوان المسلمون الذين أدوا أداءً مميزاً أثناء أحداث الثورة المصرية، بمشاركتهم كأفراد وليس كجماعة وانسجامهم التام فى نسيج الشعب المصرى فى ذلك الوقت، بدأوا فى العودة إلى ما كانوا عليه من قبل، وانغلاقهم بعض الشيء على أنفسهم والعمل فى سرية، وكأن أمن الدولة ما زال يطاردهم، ثم يخرجون علينا إما بمؤتمرات أو جمعات أو تصريحات غريبة، ليس لها داعى فى ذلك الوقت الحساس، وكأنهم فقط يريدون أن يبرهنوا على وجودهم قبل وأثناء وبعد الثورة.
أيضا السلفيون والذين يمثلون شريحة عريضة من الشعب المصرى، والذين شاركوا بقوة فى أحداث يناير ولم يتكلم منهم أحد ليقول لقد كنا هناك، بدأوا اتخاذ نهج باقى الأحزاب والحركات السياسية للترويج لأنفسهم سواء بمليونيات أو إنشاء حزب النور، أو التصريحات وغيرها وذلك أيضاً لا يحتاج إليه السلفيون، لأن مصر دولة ذات أغلبية إسلامية سنية يتبعون نهج السلف الصالح، ويتفق كثيراً من أفراد الشعب المصرى مع المبادئ الإسلامية للسلفيين، ولكن هل سيتفق نفس الفصيل مع المبادئ السياسية للسلفيين؟.
وحركة 6 إبريل، وحركة كفاية، اللذان يعتبران من أوائل من دعا إلى الثورة وأشعلا فتيل التحرك واللذين لم يشيرا إلى أنفسهم أثناء أحداث يناير، أصبحا الآن ينوهان ولا يفعلان أصبحا يشجبان ولا يتقدمان، لقد رحل النظام السابق فكفى معارضة ودعونا نتفق على مرحلة انتقالية (ثوار ليبيا لم ينتهوا بعد من نظام القذافى، وقاموا بوضع مبادئ وخطوط عريضة لمرحلتهم الانتقالية ولم نفعل نحن ذلك بعد مرور ثمانية أشهر على الثورة).
حتى شباب الألتراس ينادون الآن، ويقولون نحن موجودون مع العلم أن شباب الألتراس، وغيره من شباب مصر كان المحرك الرئيسى للثورة وخصوصاً هذه الجماعات المنظمة، التى كان لها دور كبير فى تأمين المتظاهرين فى الميدان، والتصدى لبلطجية الشرطة، وغيرهم ولكنهم انجرفوا فى وادٍ ليس سهل، وليس له مكان، فالدبلوماسية ليست مباراة من 90 دقيقة، إنما هى سنوات فلا تتسرعوا وتضيعوا كل المجهود فى الدقائق الأولى للمباراة ففريقكم وشعبكم يحتاج لمؤازرتكم حتى آخر دقيقة.
فيا أيها الحاضرون لقد أثبت الجميع حضوره فدعونا من مليونيات تصحيح المسار، وإنقاذ الثورة، والمبادئ الدستورية، والشريعة والدستور أولا، وغيرها من حركات الشجب والنحب، ودعونا نقدم المشكلة بالحلول المنطقية، لها فقد استكفى الشعب من المعارضة، وأصبح الشعب يريد التقدم والإنتاج وأيضا إثبات الحضور اقتصادياً وعلمياً وسياسياً وثقافياً أمام العالم أجمع.
لقد قمتم بعمل رائع وأثبتم حضوراً رائعاً، ولكن الحكم الآن بيد القاضى (الشعب) فاتركوه لعمله، أو قدموا ما تستطيعون لمساعدته.
رفعت الجلسة
