"ليلة رعب فى القاهرة" كتاب لشهداء الجزائر ومصر

تقدم مؤسسة الشروق الإعلامية مجموعة من الإصدارات أغلبها لصحفيين شباب إيمانًا منها بأهمية التوثيق لتجارب صحفييها وكتابها، حيث يعود رئيس التحرير محمد يعقوبى فى كتابه "ليلة رعب فى القاهرة" إلى خلفيات الصراع الكروى بين الجزائر ومصر، باعتباره شاهد عيان عاش الكثير من فصول تلك الفتنة فى القاهرة وفى الجزائر، ويهدى كتابه لشهداء ثورتى أول نوفمبر و25 يناير فى لفتة تصالحية معبرة.

ويروى "اليعقوبى" حسبما نشرت "الشروق" التى يرأس تحريرها، تلك اللحظات التى انحرفت فيها بعض وسائل الإعلام المصرى، فراح يسب الجزائريين ويسىء إلى تاريخهم، كما يعدد مبادرات التهدئة التى قامت بها "الشروق" وينفى عنها ما لا يزال يردده الكثير من المصريين، كونها ساهمت فى إشعال نار الفتنة، موضحًا حقيقة خبر القتلى، حيث قال المصريون إن الشروق أشعلت الفتنة بين البلدين، ليثبت بالدليل أن الشروق الوحيدة التى نشرت نفى السفير حجار والسلطات المصرية لخبر القتلى.

كتاب "ليلة رعب فى القاهرة" هو وقفة تاريخية مع فتنة أحدثت شرخًا كبيرًا بين البلدين، ولذلك يقوم الكاتب بجرد الكثير من الإساءات والمسيئين للجزائر وشهدائها، مقدما رؤيته لخلفيات تلك الفتنة، كما يقوم بإنصاف كل المصريين الذين وقفوا ضد تلك الهجمة الشرسة، مشيدًا بما أنجزته الثورة المصرية من معاقبة كل الفنانين الذين أدخلوا البلدين فى أتون الحرب والكراهية.

الكاتب ينقل بإسهاب ما عاشه وشاهده فى القاهرة ليلة الاعتداء على حافلة الخضر، وهى الليلة التى يرى الكاتب أن كل الأحداث تدور حولها قبلها وبعدها وأثناءها، ولذلك قدر أنها تستوعب عنوان الكتاب وتعبر عن مضمونه.

ومن مفاجآت الكتاب مبادرة الإعلامى المصرى علاء صادق بتقديم الكتاب وفق الرؤية التى عرفه بها الجزائريون، وهو الذى وقف فى وجه الإساءات إلى الشعب الجزائرى وتحمل الكثير من الهجوم والإساءة من بنى جلدته.

الكتاب ملىء بالكثير من التفاصيل التى صنعت تلك الفترة وقد اختصره الكاتب فى بعض الكلمات "إنه طلقة بارود فى وجه كل من يحترف زرع الكراهية بين الشعوب.. من يزرع الحقد بيننا ليقتل فينا وجدان الأمة ويقطع داخلنا شرايين الحب والتواصل.. صرخة فى وجه كل من أبكى الجزائريين وذبحهم فى بلاتوهات النظام المصرى المتهالك.. من تطاول على ثرى الشهداء الطاهر وأشعل فى داخلنا حريقًا مهولا لم تطفئه سوى ثوار ميدان التحرير.."