جيهان محمد الحسينى تكتب: أنا والآخر

السبت، 24 سبتمبر 2011 08:33 ص
جيهان محمد الحسينى تكتب: أنا والآخر صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت ومنذ سنوات عندما أضيق ذرعاً من هؤلاء الأشخاص الذين يؤذون مشاعر الآخرين بكلماتهم الجارحة أقول لنفسى وللآخرين إن أى إنسان قادر على فعل ذلك، ولكن هناك من تمنعهم أخلاقهم ورقيهم من الانحدار بأنفسهم إلى ذلك المستوى المتدنى وقد يسىء البعض فهم ذلك، ويظنونه ضعفا أو عدم قدرة على التصدى والنيل ممن جرحهم، بينما هو فى الواقع قمة الرقى والسمو النفسى، وكنت فى هذا الصدد أطالب بتطبيق مقولة "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك"، وكنت حقيقة أعنى بها أمور محددة مثل عدم جرح المشاعر وإيذاء الناس أو معاملتهم بجفاء وهكذا.

لكنى الآن اكتشفت إن هذه المقولة قد تكون المفتاح السحرى لحل كل مشاكلنا مع الآخرين، أياً كانت نوعية تلك العلاقة أو الرباط الذى يربطنا بهم من علاقة خاصة أو عامة وعلى كافة المستويات.

فهذه المقولة تعنى ببساطة قبل أن نقدم على تصرف أو تصدر منا كلمة بحق أو تجاه شخص ما علينا أولاً أن نسأل أنفسنا كيف سيكون وقع ذلك علينا لو وجه إلينا هذا الفعل أو ذلك القول، هل سنقبله أو على أقل تقدير لن يصيبنا هذا بنوع من الضيق، فإن كان كذلك فلا بأس من قوله أو فعله، أما إن كان غير ذلك فلنتوقف عن فعله.

فكلنا يكره التعالى وقد نتعالى على البعض وكلنا يرفض الخداع وقد نخدع، وكلنا يتطلب الصدق والإخلاص وقد نكذب أو نخون متخذين بعض المبررات لأنفسنا، وكلنا يسعد بالمجاملات الرقيقة بينما لا نكلف أنفسنا عناء القيام بها، وكلنا يتوقع العطاء من الآخرين، وقد نبخل نحن على الآخرين تحت مسمى ضيق ذات اليد بينما العطاء يشمل كل شىء ولا يوقفه عسر.

لو تأملنا جميعاً تلك المقولة وتدبرناها وطبقناها فى حياتنا، وعلمناها لأبنائنا فى البيت والمدرسة واعتادوها لأصبح للعلاقات الإنسانية شكل آخر مغاير تماماً لما هو قائم حالياً.

ولاختلفت الحياة وساد الرقى والسمو النفسى وأصبحنا مجتمعاً سوى متحاب، بل متقدم لأننا لو طبقنا كافة المعايير والقيم الأخلاقية فى حياتنا العملية لأنجزنا الكثير، وبالتالى تنهض بلداننا وتتقدم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة