محمد الحفناوى يكتب: ليس بكيلو اللحم نبيع كرامتنا

قامت ثورتنا العظيمة من أجل استعادة كرامتنا الضائعة نحن المصريين.. قامت من أجل أن نشعر أننا من أعظم وأرقى وأعرق شعوب العالم.. قامت الثورة لنزأر فى وجه من سلبنا كل حقوقنا فى هذه الحياة.. وجعلنا نسبح فى خضم امتهان الإنسانية وتدمير كل ما تبقى لنا من عزة، لنستيقظ على من يقول كلمة كم كنا نتمنى سماعها، ولم نكن نستطيع أن نصدقها فى تلك الحقبة السوداء ألا وهى كلمة.. ارفع رأسك فوق أنت مصرى.

ولكن لابد لنا جميعا أن نصون الثورة ونحافظ على مبادئها، وجاء دورنا نحن المثقفين، وكم هو ثقيل العبء الذى يقع على كاهلنا فى هذه الفترة الانتقالية بالذات، لنأخذ بيد أفراد الشعب البسطاء ونوجههم إلى الطريق الصحيح، خاصة ونحن مقبلون على انتخابات البرلمان، وذلك البرلمان أقوى برلمان فى التاريخ سيحدد مصير هذا الوطن لمئات السنوات القادمة، ويحدد طريق المستقبل فتكاتفوا يا مثقفى مصر، وتعاونوا وتجمعوا وحددوا أهدافكم..وأدواركم وكيف ستكون مناهجكم لتوجيه البسطاء من أبناء هذا الشعب.

ما المطلوب منا؟ هذا هو السؤال وسنجيب عليه فوراً ..حيث إن هناك من المرشحين من يبحث عن الظهور، وتصدر القائمة ويبحث فى البرلمان عن غايته من التلميع والظهور دائما فى الصورة، دون النظر إلى تقدم ورقى هذا الوطن كل الذى يريده مصلحته فقط، دون النظر إلى صالح هذا الوطن فما يسعون من أجله فقط هو السيطرة على المواطن البسيط، فيعرفون من أين تؤكل الكتف فيلعبون على أوتار الفقر والحاجة، فهناك مرشح يلعب على من يحتاج لكيلو من اللحم، فيوزعون اللحوم وهناك من فى أمس الحاجة ألى المال فيحددون ثمناً للأصوات فيكون بخمسين جنيهاً، والبسطاء يرضخون أمام بريق المال فى وقت هم فى حاجة إلى الكفاف فيتهافتون وراء ذلك الذى يتلاعب بعواطفهم ويلعب على أوتار حوائجهم دون أن يدروا أن هناك شيء اسمه الكرامة، قامت الثورة واهتزت الأرض من أجل الحفاظ عليها.

ومن هنا ما ننادى به كل وطنى، وكل وطنية وكل أب مثقف وكل أم مثقفة أن توجه من حولها من البسطاء الذين لهم حق التصويت ولهم صوت انتخابى، فما سنقوم به أعزائى من توجيه لهؤلاء أعظم دور وطنى سنقوم به لا يقل عظمة وقوة عن مشاركتنا فى الثورة والنضال ضد الفاسدين..لابد أن نوجه الجميع أن الكرامة والعزة لا تقدر بثمن فليس بكيلو من اللحم أو ورقة من النقود نبيع ما تبقى لنا من كرامة .. ابلغوهم أن المستقبل أفضل بنزاهة وقوة أصواتكم وباختياركم من سيقوم بنهضة هذا الوطن دون انتظار لما سيدفعه ثمناً لأصواتكم، فمن يدفع ثمن الصوت سواء بمال أو ملبس أو لحوم عرف قدركم وبخس ثمنكم، وبالتالى فلن يقدم أكثر مما قدم لأنه لا يستطيع أن يقدم سوى الفتات ليلتهم ما فى هذا الوطن من خيرات.. فهو لا يعرف سوى لغة الشراء والبيع للضمائر من ذوى النفوس الضعيفة، فليس بالخبز واللحم والنقود وحدهم يعيش الإنسان يا أصدقائى.. والبرلمان القادم هو من سيحدد مستقبل مصر لأن أعضاءه هم من سيسنون دستور المستقبل لمصر ومن سيفندون مواده تلك التى ستصنع مستقبل مصر وطريقها إلى الرقى والتقدم.