عاب عدد كبير من المثقفين على القرار الخاص بإنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة، نظرا لأنه لم يتنفيذ بنوده من جهة، ولأن أغلب ما يتضمنه من أهداف لاتتفق مع المرحلة الحالية لمصر، مؤكدين على انه رغم ضخامته إلا أنه يحتاج إلى إعادة صياغة من جديد.
جاء ذلك خلال المائدة المستديرة التى عقدت مساء أمس بقصر ثقافة الطفل لوضع إستراتيجية جديدة لمستقبل الهيئة العامة لقصور الثقافة وحضرها كل من الفنان عز الدين نجيب، والناقد الدكتور محمد حسن عبد الله، وحامد أبو أحمد، والفنان حسن هويدى والكاتب الصحفى حلمى النمنم، حسن سرور، أمينة زيدان سعيد توفيق.
قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم إن هيئة قصور الثقافة كمؤسسة تحمل طابع الشخصنة أكثر من الطابع المؤسسى، مشيرا إلى أن هناك مشكلة حقيقية فى المؤسسات الثقافية الموجودة فى مصر وهى أنها تنتظر ان الجمهور لكى يصعد لها.
وأضاف النمنم إلى افتقاد كثير من المناطق والأقاليم إلى المكتبات، مشيرا إلى واقعة شاهداها بعينه وهى عندما ذهب عام 2009 لمحافظة حلايب وشلاتين ولم يجد بها مكتبة واحدة أو اى شىء يدل على الثقافة الشعبية المصرية.
وطالب النمنم من القائمين على الهيئة أن يقوموا بتبنى مشروع وطنى حقيقى وليس سياسى، مشيرا إلى أنه يجب أن تقف المؤسسات الثقافية عن التوجهات السياسية، والتمييز بين مشروع أو توجه أو خطة سياسية، وخاصة اننا فى دولة ليست ديموقراطية، ولن يتحقق ذلك إلا بعد 10 سنوات.
وأكد النمنم أن قصور الثقافة على درجة من القوة والثراء، مشيرا إلى أن هذه المرحلة هى أكثر المراحل المنوطة بهيئة قصور الثقافة.
بينما قال الفنان التشكيلى عز الدين نجيب أن قصور الثقافة فقدت كثيرا من معانيها الحقيقية التى أنشئت من أجلها منذ أكثر من ثلاثين عاما، مؤكدا أن الجمهور لم يعد يذهب لقصر الثقافة لأنه اتخذ بعد واحد فقط وهو الإلقاء فقط، مؤكدا أن "الثقافة الجماهرية" بمعناها الحقيقى تهدف إلى النقل المتبادل، متذكرا أحد الوقاع عندما كان مسئولاً عن أحد القوافل الثقافية التى ذهبت إلى قرية شباس عمير بكفر الشيخ وبقينا نتحدث حتى جاء أحد الفرحين واختطف الميكروفون منا، وقال لنا "كفاية كلام إحنا سمعناكم كتير اسمعونا انتوا شوية"، من هذه اللحظة اتضح له أنه يجب أن نتخلى عن التفكير المغلق بتقديم الفنون المختلفة للجمهور وعدم التلقى منهم.
وأشاد نجيب بفكرة تأسيس مركز لإعداد القادة الثقافيين من شباب الهيئة، مشيرا إلى أن الفضل فى تأسيسها يرجع إلى محمود سعد كامل.
بينما انتقدت منيرة صبرى مدير عام ثقافة المرأة بالهيئة العامة لقصور الثقافة افتقاد الهيئة لوجود مثقفين حقيقين بالمناصب وأغلب من يتولون القيادة هم إداريون وليسو مثقفين، وبالتالى يفتقدون لتذوق العمل، مشيرة إلى أنها ذات مرة أرادت أن تقدم نشاط ثقافى خاص بالمرأة فى احد القصور، فوجدت أن المسئول عن نشاط المرأة رجل سلفى ملتحى، متسائلة فى اندهاش كيف لرجل مثل هذا يدير نشاط خاص بالمرأة.
ودعت صبرى القائمين على قيادة الهيئة إلى ضرورة إعادة النظر فى هيكلة إدارة الهيئة، ووضع المتخصصين من المثقفين فى مواقع القيادة من شباب المثقفين.
وتأييدا لما قالته منيرة صبرى أعرب الناقد الدكتور محمد حسن عبد الله عن أسفه لافتقاد الهيئة القيادات، مطالبا أيضا بتوجيه عناية أكثر للشباب من خلال الغاء فروق بين الولد والبنت، والمسلم والمسيحى.
كما دعا إلى اكتشاف صيغة جديدة لإعادة تشغيل المكتبات وجذب الشباب لها، من خلال اعادة طبع كنوز الكتب ونشرها.
بينما قال الناقد الدكتور حامد أبو أحمد اقترح أن هيئة القصور تحتاج إلى ثورة إدارية من داخلها ولابد من تحديث الإدارة فيها، مشيرا إلى أنه من المعروف ان هذا الجهاز متراخى.
فيما اقترحت الكاتبة أمينة زيدان على الهيئة إصدار جريدة ثقافية ومتنوعة لتكون أداة وصل بين الهيئة والقصور فى الأقاليم بشكل أكبر، مؤكدة أن الهيئة عبارة عن دولة داخل دولة ولكنها مفككة وتفتقد لأداة وصل تجمعها.
وأشارت زيدان أيضا إلى ضعف العلاقة بين قصور الثقافة والمدارس، مؤكدة أن أغلب الطلاب يتخرجون من المدارس ولا يكون لديهم أى نزعة فنية أو أدبية، مطالبة بجمع الطاقات المهدرة أيضا من الشباب التابعين لمؤسسات الرعاية الاجتماعية كالأحداث والملاجئ وغيرها، مشددة على أنه ينبغى لمؤسسة ثقافية مثل قصور الثقافة أن يكون هذا دورها من 30 عاما ولكن عليها أن تبدأ من الآن.
فيما انتقد الكاتب حسن سرور مشروع النشر بقصور الثقافة، متسائلا لماذا تقدم قصور الثقافة 31 سلسلة 5 سلاسل منهم إبداعية، مؤكدا أن هذا المشروع يقدم منتجاً لا يقرأ تماما فيما عدا سلسلة الذخائر، مطالباً من القائمين على النشر مراجعة المشروع ولا يجب التوجة "للموضة" على حد وصفه.
وانتقد سرور أيضا تحويل مشروع أصل الفلكولور إلى أرشيف، وأصبح دوره قاصرا على جمع مواد هى فى الحقيقة أصلا غير دقيقة، مطالباً أيضا بإعادة النظر فى القصور المتخصصة ونوادى الأدب وغيرها من مشاريع الهيئة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة