أعتقد أن الشعب المصرى أثبت أنه شعب واعى ومثقف وذو عقلية متفتحة، فاقت التصور كما أننى لا انتقص من المرشحين المحتملين للرئاسة ولكن!
ظهرت منذ فترة الحكم السابق سياسة شعبية تسمى سياسة الفهلوة، وهى ادعاء المعرفة استنادا على لغة الإقناع مع قليل من العمل يصاحبه أضواء كثيرة وتكون حقيقته فارغة من المضمون وقد اثبتت هذه السياسة نجاحها فى وقت من الأوقات لانتشار الفساد الإدارى، وقلة العدالة الاجتماعية وعدم المساواة فى العمل فأصبح ذو الواسطة أو معسول الكلام، أو المتملق للرؤساء هو شخص سريع الوصول ومع الوقت صار قدوة لشريحة كبيرة من الناس لسرعة تحقيق النتائج، وقد امتدت هذه السياسة لفترات طويلة وأصبحت مرض مستشرى فى المجتمع يصعب الشفاء منه.
عاش معظم المرشحين الفاضلين معظم حياتهم السياسية فى مصر، فى ظل هذه السياسة، ومع تقلبات معظمهم فى مجلسى الشعب والشورى والوظائف الحكومية والتجارة مما أدى لتطبعهم بجانب من هذه السياسة، بغرض تسيير المصالح، وهو أمر طبيعى سابقا، ولكنه أصبح طبعا أكثر من تطبع.
هذه السياسة هى سياسة محتقرة فى الدول الأوربية، حيث أن محور الموضوع عندهم يتصل بالعمل المباشر، والقدرة على التنفيذ والمعطيات المتوفرة، بمعنى 1+1=2، ولا مكان للكلام الكثير من غير داعى، حيث يقابل باستهزاء وفشل، وهو ما جعل معظم العمالة المصرية غير مؤهلة للعمل بالأسواق الخارجية، لاصطدامها بالواقع العملى البحت، فيصبح كل ما تعلمه من فهلوة عيب من عيوب المهنة وليست ميزة، كما هو متعارف عليه فى مصر.
أنا أتصور أن المرشح المحتمل يجب أن يكون رجلا إداريا وسياسسا محترفا ذا برنامج لا يقل عن كتاب صغير محترم، يحتوى على دراسات ونظريات ونظم إدارة ومبادئ سياسية ومشاريع قومية وخطة تنمية وتشكيلة وزارية، مع شرح مقنع للخروج من الأزمة مع شخصية مثقفة عملية ذات مستوى فكرى راق للاستعلاء على الكلام الفاضى، والعيوب الهدامة وسياسة الفهلوة وإمكانية التوجيه الصحيح، حيث لا ينكر أحد أننا نحتاج إلى الإصلاح الاجتماعى والفكرى مثل الإصلاح الاقتصادى وفاقد الشىء لا يعطيه.
ولكن ما أراه هو مجرد مهاترات واشتباكات وحروب كلامية، ووعود هنا ووعود هناك، الغرض منها الدعاية الإعلامية لأشخاص دون مضمون، ومجرد كلام عن أهداف كبيرة، دون معرفة كيفية تحقيقها، ولذلك تشابهت معظمها وساحت معانيها وفقدت جاذبيتها، وهو بما يسمى فهلوة بحتة، وعلى رأى المثل من بره هله هله ومن جوه يعلم الله.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدي يوسف
أتفق ....
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر
30 سنة
عدد الردود 0
بواسطة:
هبه ابو الدهب
هنجيب منين