طالب الرئيس الفلسطينى محمود عباس بدور أكثر فاعلية للأمم المتحدة لتحقيق سلام عادل وشامل، وقال فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم إن السلطة الفلسطينية لم تيأس ولم تترك بابا إلا وطرقته فى سبيل الوصول لهذا السلام، محملاً إسرائيل مسئولية فشل كافة المفاوضات.
وأضاف عباس فى كلمته التى جاءت بعد تسليم طلب عضوية فلسطين رسميًا إلى الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كى مون: "لا أعتقد أن أحدا لديه ذرة ضمير ووجدان يمكن أن يرفض حصولنا على عضوية كاملة بالأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلى يسابق الزمن لرسم الحدود فى الأراضى الفلسطينية لتغيير الحقائق على الأرض، وأن السلطة الفلسطينية لن تتراجع عن المقاومة السلمية للحصول على اعتراف بدولتها.
وقال عباس فى كلمة فلسطين أمام الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة: "نحن نطمح ونسعى إلى دور أكبر وأكثر حضورا وفاعلية للأمم المتحدة فى العمل من أجل تحقيق سلام شامل عادل فى منطقتنا، يضمن الحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطينى، كما حددتها قرارات الشرعية الدولية ممثلة فى هيئة الأمم المتحدة".
وأضاف أن الجميع كان يعلق آمالا على جولة جديدة للمفاوضات حول الوضع النهائى انطلقت فى مطلع سبتمبر الماضى فى واشنطن بالرعاية المباشرة من الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وبمشاركة الرباعية الدولية ومصر والأردن على أن تتوصل خلال عام واحد إلى اتفاق سلام.. وتابع قائلا: "دخلنا تلك المفاوضات بقلوب مفتوحة وآذان صاغية ونوايا صادقة وكنا جاهزين بملفاتنا ووثائقنا وأوراقنا ومقترحاتنا، غير أن تلك المفاوضات انهارت بعد أسابيع من انطلاقها".
وأردف "لم نيأس ولم نتوقف.. لم نترك بابا إلا وطرقناه ولا دربا إلا وسلكناه، وتعاطينا بإيجابية مع مختلف الأفكار والمقترحات والمبادرات التى قدمت من قبل كافة الأطراف الدولية".
واستدرك قائلا: "لكن كل هذه الجهود والمساعى الصادقة كانت تتحطم دائمًا على صخرة المواقف الحكومة الإسرائيلية التى سرعان ما بددت الآمال التى بعثها انطلاق المفاوضات فى سبتمبر الماضى". وأكد أن جوهر المسألة أن الحكومة الإسرائيلية ترفض اعتماد مرجعية للمفاوضات تستند على القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة وهى تصعد بشكل محموم عملية بناء المستوطنات فى أراضى دولة فلسطين المستقبلية".
وقال الرئيس الفلسطينى إن سياسة الاستيطان هى المسئولة الأولى عن فشل وتعثر عملية السلام، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلى يسابق الزمن لرسم الحدود فى الأراضى الفلسطينية لتغيير الحقائق على الأرض، وشدد على أن ما تقوم به إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة هى خطوات أحادية الجانب لتكريس سلطتها الاحتلالية، وتدمير فرص تحقيق حل الدولتين، لافتا إلى أن إسرائيل تمارس سياسة التطهير العرقى بحق الشعب الفلسطينى.
وحذر بشدة من أن سياسة الاستيطان التى تتخذها الحكومة الإسرائيلية ستنهى وجود السلطة الفلسطينية قائلا: "وهنا أحذر وبصوت عال من هذه السياسية الاستيطانية التى تهدد أيضا بتقويض وضرب بنيان السلطة الفلسطينية بل وإنهاء وجودها".
وقال إن الفلسطينيين باتوا يواجهون بشروط لم يسبق أن طرحت عليهم من قبل كفيلة بتحويل الصراع المحتدم فى منطقتنا الملتهبة إلى صراع دينى، وإلى تهديد مستقبل مليون من مواطنى إسرائيل، وهو أمر نرفضه بالقطع ويستحيل أن نقبل الانسياق إليه".
وتابع: "الاحتلال يسابق الزمن لرسم الحدود فى أرضنا وفقا لما يريد ولفرض أمر واقع على الأرض يغير حقائقها وشواهدها، ويقوض الإمكانية الواقعية لقيام دولة فلسطين، وفى نفس الوقت تواصل سلطات الاحتلال فرض حصارها المشدد على قطاع غزة، واستهداف مواطنينا بالاغتيالات والغارات الجوية والقصف المدفعى، مستكملة ما خلفته حربها العدوانية قبل ثلاث سنوات على القطاع من تدمير هائل للمنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد، فضلا عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى".
وأضاف: "كما تواصل سلطات الاحتلال تدخلها فى مناطق السلطة الفلسطينية عبر عمليات المداهمة والاعتقالات والقتل على الحواجز، وفى السنوات الأخيرة تصاعد الدور الإجرامى لميليشيات المستوطنين المسلحين الذين يحظون بالحماية الاستثنائية من قبل جيش الاحتلال فى تنفيذ اعتداءات متكررة ضد مواطنينا باستهداف منازلهم ومدارسهم وجامعاتهم ومساجدهم وحقولهم ومحاصيلهم وأشجارهم، واليوم قتلوا فلسطينيا وهو متظاهر سلميا"، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تتحرك للجم تلك الاعتداءات، رغم تحذيراتنا المتكررة ما يجعلنا نحملها المسئولية الكاملة عن جرائم المستوطنين.
وتابع: "إن قدومنا إلى الأمم المتحدة يؤكد اعتمادنا للخيار السياسى والدبلوماسى، وإننا لا نقوم بخطوات أحادية الجانب"، مؤكدا أنه آن الأوان للشعب الفلسطينى أن ينال حريته واستقلاله وحان الوقت لإنهاء معاناة ملايين اللاجئين.
وأكد استعداد الجانب الفلسطينى للعودة للمفاوضات فورا وفق مرجعية واضحة وبرنامج زمنى محدد ووقف شامل للاستيطان"، وقال: "إننا نتمسك بخيار التفاوض للتوصل إلى حل دائم للصراع وفق قرارات الشرعية الدولية، وأننا نمد أيدينا للحكومة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلى من أجل صنع السلام".
وأكد أن منظمة التحرير الفلسطينية ستبقى الممثل الشرعى والوحيد لأبناء الشعب الفلسيطنى حتى إنهاء الصراع، مشيرا إلى أن المنظمة تتمسك بنبذ العنف ورفضه وإدانة جميع أشكال الإرهاب، ومشددا على أن الشعب الفلسطينى سيواصل مقاومته الشعبية السلمية للاحتلال الإسرائيلى ولسياسات الاستيطان.
موضوعات متعلقة..
◄ باراك: أوباما أكبر صديق لإسرائيل وقدم لنا غطاء سياسيا وأمنيا لم يسبق له مثيل
◄ "ليبرمان" بعد خطاب "أوباما": شكرا جزيلا لك والاستيطان سيتواصل
◄ "نتنياهو" يصف خطاب أوباما أمام الأمم المتحدة بوسام شرف على صدر الإسرائيليين
◄ كى مون لـ نتنياهو: المفاوضات هى السبيل الوحيد للسلام
◄ جوبيه: لا تصويت بمجلس الأمن على طلب فلسطين "قبل عدة أسابيع"
◄ حماس: خطاب أوباما يعكس "الانحياز الأمريكى" لصالح إسرائيل
◄ أوباما يبلغ عباس أن واشنطن ستستخدم الفيتو ضد التحرك الفلسطينى
◄ أوباما: الهدف الأساسى لإنشاء الأمم المتحدة كان فض المنازعات
◄ نتانياهو لـ "أوباما": محاولة الفلسطينيين فى الأمم المتحدة ستفشل
◄ أوباما يطالب مجلس الأمن بفرض عقوبات على سوريا.. ويؤكد أمام الأمم المتحدة: لا مجال "للطرق المختصرة" فى حل نزاع الفلسطينيين والإسرائيليين.. وموسكو تطالب واشنطن بعدم استخدام "الفيتو" ضد الدولة الفلسطينية
◄ توقعات بحصول فلسطين على ثلثى أصوات الدول الأعضاء بالأمم المتحدة
◄ ساركوزى: الفيتو الأمريكى ضد فلسطين يؤدى إلى "دوامة من العنف"
◄ رايس: ذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة خطوة غير حكيمة وستفشل
◄ مسئولان فلسطينيان يعبران عن استيائهما من كلمة أوباما فى الأمم المتحدة
"عباس" أمام الأمم المتحدة: لا أحد لديه ذرة ضمير يرفض حصولنا على عضوية كاملة.. الاحتلال يسابق الزمن لرسم الحدود على أراض فلسطين وتغيير الحقائق.. والممارسات الاستيطانية وراء فشل المفاوضات
الجمعة، 23 سبتمبر 2011 06:44 م
محمود عباس أبو مازن أثناء خطابه أمام الأمم المتحدة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Egypt Lover
مصر حرة
عدد الردود 0
بواسطة:
فلسطينية
اعلنها يا شعبى اعلنها وبعلمك زينها
عاشت فلسطين حرة مستقلة ويا جبل ما يهزك ريح
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين
رااااااااااااااااااااااجل
اول مرة احترمك وتبقى راجل صح
عدد الردود 0
بواسطة:
*****
الله اكبر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حنفى
اليهود لا يعرفون الا لغة القوة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد السميع عامر مراد
خطاب أكثر من رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الله معك
المشكلة بقا في مجلس الامن !!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الزرقانى
الدور الدور الدور الدور موعودة ياللى عليكى الدور
عدد الردود 0
بواسطة:
أم العيال
خطبة رائعة
خطبة رائعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد مشعل
ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها