فارق كبير بين باراك أوباما، الذى خاطب العالمين العربى والإسلامى من جامعة القاهرة فى الرابع من يونيو 2009، وبين أوباما الذى خاطب الإسرائيليين من فوق منصة الأمم المتحدة أمس الأول، أوباما الأول ألهم عقولنا جميعا بوعوده البراقة عن الديمقراطية والحرية، ووعوده لإخواننا الفلسطينيين بدولة مستقلة تحميهم من بطش النازية الإسرائيلية، بينما أوباما الثانى يقف ضد كل ما قاله الأول بل ناقضه تماما، ويعلن على الملأ أنه سيستخدم حق الفيتو فى مجلس الأمن ضد طلب الفلسطينيين الحصول على عضوية الأمم المتحدة كدولة خاضعة للاحتلال.
أوباما 2009 قال نصا إن الشعب الفلسطينى عانى محنة البحث عن وطن على مدى 60 عاما، وهناك الكثير من المخيمات فى غزة ويعانون من ظروف الاحتلال، وأمريكا لن تغض النظر عن حقوق الشعب الفلسطينى للحصول على دولة مستقلة.. الحل أن نعمل على إيجاد دولتين. وأعتزم أن أكرس الجهد المطلوب لهذه المهمة. والالتزامات التى تقع على عاتق الأطراف واضحة ولا لبس فيها "، بينما أوباما 2011 قال "كونوا مدركين أن التزام أمريكا بأمن إسرائيل لا يتزعزع وصداقتنا مع إسرائيل عميقة ودائمة. ولهذا نحن نرى أن أى سلام دائم يجب أن يعترف بهواجس الأمن الحقيقية فعلا التى تراود إسرائيل كل يوم".
أوباما 2009 كان هو الشخص الذى حلمنا به جميعا وتهافتنا وراءه، واعتبرناه منقذ العرب والمسلمين باعتبار أن أصوله وجذوره الإسلامية ستكون دافعا لكى يقف خلف حقوق إخواننا الفلسطينيين التى أهدرت على مدى السنوات الماضية، لكن أوباما 2011 فهو أوباما المزيف الذى اختطفه الإسرائيليون، وأعادوا لنا أوباما بقناع جورج بوش الأب والابن وغيرهما من القائمة الطويلة للرؤساء الأمريكيين ممن وضعوا أنفسهم فى خدمة إسرائيل.. أوباما 2011 عاد إلى ذات المربع الذى تقوقع داخله كل رؤساء أمريكا، وهو مربع الخنوع للوبى اليهودى الذى يسيطر على صانع القرار الأمريكى، أوباما 2011 لا يختلف كثيرا عمن سبقوه فى البيت الأبيض إلا فى أمر واحد، أنه الأسمر الذى باع لنا الوهم.