أسامة جاد يكتب: 100 متر تتابع

بعد كل هذه الفترة الطويلة منذ 25 يناير إلى الآن.. يكاد يفلت من أيدينا الأمل فى غد أفضل والذى اقتنصناه من يد الطاغوت أيام العزة والكرامة وشعور كل فرد فينا باستعادة مجد المصرى القديم من يد زبانيته.

والآن نقف لنتأمل ما جرى وما هى معالم الطريق أمامنا، ويالا الأسف هناك غيوم وضباب كثيف يسلبنا القدرة على استشراف المستقبل الذى كنا نظن أنه واعد ومشرق، ولست هنا أتكلم لأتهم أناس أو جماعات أو ائتلافات فكل هؤلاء هم أنفسهم الذين ذابوا فى بوتقة واحدة فى الأيام الأولى، وحتى رحيل الجوقة العليا من النظام الفاسد والذى مازالت أزلامه ترتع فى بلادنا من غير وازع دينى ولا حتى ضمير بشرى ولا اعتراف بجميل هذا الوطن الذى طالما آواهم وأعطى لهم شرف الانتساب لأعظم وطن، وأول دولة فى العالم وهى مصر الحبيبة الغالية.

ولكن ليسوا هؤلاء فقط هم سبب من نحن فيه، ولكن هناك من يحب هذا البلد ولكن يستنفذ طاقاته فى ما لا ينفع بل فى أحيان كثيرة يضرها بأفعاله الصبيانية العشوائية الغير مدروسة العواقب.

إن من هواياتى المتعددة منذ زمن ألعاب القوى، ومن ضمن هذه الألعاب تعلمت أخلاق ودروس مستفادة لأطبقها فى حياتى، وأكون بها فلسفتى التى أواجه بها الدنيا من حولى، ومن هذه الألعاب كانت لعبة 100 متر تتابع، وأعتقد أن كثيرا منا شاهدها فى البرامج الرياضية، ومن ضمن الدروس المستفادة من هذه اللعبة قدرة أعضاء الفريق على تسليم وتسلم العصا من يد اللاعب ليد زميله لاستكمال السباق، والفريق الذى ينجح فى هذه العملية بكل سلاسة تكون فرصه فى الفوز أكثر من الفريق الذى يفتقد للقدرة على التناغم والإحساس ببعضه والذوبان فى بوتقة واحدة لا نجاح الفريق ككل.

ويسأل سائل ما الفائدة من هذا فى وضع البلد؟ وأجيب هذا بيت القصيد وندائى لكل لاعبى الفريق، وأنا منهم، اللعب بروح الفريق والبعد عن المظهرية و الأنانية، ويا شباب مصر العظيم لقد قمت بمعجزة بكل المقاييس وانهيت مهمتك الأولى بنجاح، فاترك العصا الآن بيد اللاعب الآخر، وهو المجلس العسكرى ليسلمها بدوره للسلطة الشرعية المدنية المنتخبة بكل نزاهة، والتى سوف تخرج لنا دستورا جديدا نتوافق عليه ونستفتى عليه لنقره، ومن ثم يأتى رئيس منتخب بانتخابات نزيهة ليحكم مصر، ومن ثم يسلم العصا لكم ثانية، ويكون الرابح الفريق ككل.

أن أى محاولة من أى عضو فى الفريق للاحتفاظ بالعصا فى يديه سوف تصعب على الفريق مهمته فى الفوز، فيا أيها الشعب العظيم، يا من تعلم منك العالم كل معانى الحضارة على مر التاريخ اعطوا مصر ما تستحقه من حب واحترام ونكران للذات، فهى تستحق منا أكثر من ذلك بكثير.