د. عبد المنعم عمارة

«مصر فى عيون العالم الآن»

الجمعة، 23 سبتمبر 2011 07:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نخطئ كثيرا لو اكتفينا بالنظر لأنفسنا من الداخل، أكثر من اهتمامنا برأى العالم الخارجى عنا، ويبدو أن هذا هو حالنا الآن:

هذه المقالة هى محاولة وشبه دراسة حالة عن مصر فى عيون العالم منذ ثورة يناير 25.
صحيح كانت مصر أم الدنيا ولكن هل ما زالت كذلك؟، وأيضًا كانت سلة للغلال للعالم، ولكن هى كذلك الآن.

شعب مصر كان طيبًا ومتسامحًا وصبورا وكريما ويحب بعضه البعض كما يحب الغرباء عنه.. ولكن كيف الحال الآن؟

الفترة الزمنية التى أخذتها تبدأ منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتى الآن.. ويمكن تقسيم هذه الفترة إلى ثلاث مراحل:

الأولى من 25 يناير حتى 11 فبراير، اليوم الذى تنحى فيه الرئيس السابق مبارك.. وهى المرحلة، التى أدهشت العالم الذى كان لديه سؤال متكرر هو لماذا لا يثور المصريون؟
دهشة العالم بقيام ثورة شعبية جمعت كل طوائف المصريين على هدف واحد دون قائد، وحققت غرضها فى أقصر مدة عرفتها الثورات، وهى مدة لا تتعدى الأسبوعين.. ثورة جذبت قلوب شعوب العالم كله بحركة شبابها وشعارتها، التى كانت تنادى «سلمية سلمية»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، أو «ارحل مش هنرحل»، ثورة اخترعت الديمقراطية الإلكترونية لتحل محل الديمقراطية العجوز القديمة، التى آن الأوان لأخرى أن تحل محلها، هذا غير تصرفات المسيحيين مع المسلمين والعكس.

عزيزى القارئ
المرحلة الثانية: وهى مرحلة شهدت أحداثا لم يتوقعها أحد.. حدث فيها نقيض المرحلة السابقة من تعاون وتسامح ومحبة وأخوة إلى تشرذم سياسى وخلافات واحتجاجات واعتصامات فئوية إلى قطع طرق وحرق بعض الكنائس، هذا غير سيطرة البلطجية على محافظات مصر كلها وعلى الشارع السياسى، ومع كل ذلك انتشار ظاهرة الاغتصاب وسرقة السيارات.

مرحلة عنوانها الانفلات الأمنى والانفلات الأخلاقى.. ولسوء الحظ أن كل ذلك صاحبه إدارة غير حازمة وغير حاسمة، انتهت إلى خوف كثير من المصريين من المجهول وافتقادهم للأمن والأمان.

حضرات القراء
وبعدها جاءت المرحلة الثالثة وهى الجانب الأسوأ من الصورة عن مصر لدى العالم الخارجى، وفيها حدث اقتحام السفارة الإسرائيلية من بعض الشباب المتحمس والعدوان على السفارة السعودية، البلد الشقيق الذى يحبه كل المصريين.

وهما سابقتان ربما لم تحدثا فى أى دولة من دول العالم.. رأى العالم الخارجى أنهما يسيئان إلى كل الأعراف الدولية، واعتبروهما نقطة سوداء فى القانون الدولى وفى العلاقات الدبلوماسية بين دول العالم.

إذن لدينا ثلاث مراحل، الأولى رفعنا فيها العالم لسابع سما، والثانية والثالثة لا أستطيع أن أقول إننا أنزلاناه لسابع أرض، ولكن أقول إن صورتنا لم تعجب الكثير من دول العالم.

وتتبقى نقطة أخيرة، وهى أنه من المؤكد أن العالم يراقب ما يحدث فى مصر ليتساءل «مصر إلى أين؟» هل ستستمر هذه الحالة، التى لم تعجب العالم أم أن الثورة ستصلح مسارها، ويعود المصريون إلى تصرفاتهم الحضارية، التى أذهلت العالم خلال المرحلة الأولى.
ثقتى كبيرة فى أننا نريد نحن المصريين أن تكون صورتنا أحسن صورة.
نهاية الدراسة يمكن أن تقول:

تراخى يد الدولة، سقوط هيبة الدولة، عدم القدرة على حماية المواطن المصرى.. فما بالك بالسائح؟، الإعلام المصرى لم يكن موفقاً، ديكتاتورية الثورة جعلت البعض يقول إن حولت فكرة وأهداف الربيع العربى إلى الشتاء العربى.. العودة إلى قانون الطوارئ وسمعته ليست سيئة فقط فى مصر، ولكن فى العالم كله، هدوء الإعلام الإسرائيلى وتشبيه الاعتداء على سفارتهم كتحطيم طالبان للتماثيل.
ومع كل ذلك ستعود الثورة أقوى وستعود مصر هى أم الدنيا.
الرؤساء الافتراضيون للرئاسة
هل يمكن أن نقول «المرشحون الافتراضيون» لرئاسة مصر بدلاً من المرشحين المحتملين للرئاسة.. أرى أن التعبير الأول هو الأفضل، فكما نقول عن تحركات الشباب من خلال الإنترنت أنهم يعيشون عالما افتراضيا وليس واقعيا.. يكون التعبير الأول هو الأفضل.

وبصراحة أنا لا يعجبنى هذا الزخم الإعلامى، الذى يحيط هؤلاء المرشحين.. لأسباب كثيرة منها أنه لم يعلن عن موعد إجراء الانتخابات وما زال الموعد فى علم الغيب، كما أنه لا أحد يضمن استمرارهم فى عملية الترشح، كما أنهم هم أنفسهم لا يعلمون شكل الدولة، التى يريدون رئاستها، بالإضافة إلى أن معظمهم ليس وراءهم حزب سياسى يساندهم، فهم ليسوا أعضاء فى أى حزب سياسى، على عكس النظم السياسية فى العالم التى فى مجملها تشترط عضوية كل مرشح فى أحد الأحزاب القائمة، أمريكا المرشح يكون فيها من الحزب الديمقراطى أو الجمهورى ورئيس فرنسا له حزب يرشحه ويقف وراءه، كما أن هذا الأسلوب هو السائد كذلك فى النظم البرلمانية كإنجلترا والهند وإسرائيل.

ولكن الشىء المحير هو هذه الهرولة من إعلامنا نحوهم، فهم لا يتركون السقطة واللقطة إلا كتبوا فيها.. فلان ذهب للمكان الفلانى والآخر ذهب للمكان العلانى.. والغريب أن كل ذلك يتم كإعلانات غير مدفوعة الأجر فى حين أن هذه الوسائل الإعلامية فى أشد الحاجة إلى ميزانيات كبيرة لتسد حاجتها.. والمشكلة كذلك أن كل قناة فضائية عندما تستضيف أحدهم تكتب أن هذا لقاء حصرى خاص بالقناة مع أنك يمكنك بعد دقائق أن ترى هذا اللقاء فى قناة مجاورة.

وإذا كان ذلك مقبولاً لدى البعض فغير المقبول هو اجتماعاتهم المشتركة كأنهم المخولون ببحث شؤون البلد وشؤون المصريين، اجتماعات بعضها معلن وبعضها سرى، المعلن أفهمه ولكن حكاية السرى هذه لا أفهمها.

بصراحة أنا لا يعجبنى كل ذلك، ولا يعجبنى هرولة الإعلام حولهم ولا يعجبنى تحركاتهم المتعددة، وهم لا يعلمون هل سيرشحون على نظام رئاسى أم برلمانى.

ويبدو أن المسألة هى الترشح وخلاص.. فكرسى عبدالناصر والسادات كرسى رئاسة مصر كله إغراءات.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو الكايد

مصر والسعودية

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد القادر

مبارك هو السبب فى تغير اخلاق المصريين حيث الفقر يرث الكفر

عدد الردود 0

بواسطة:

تبلايل

ابحث وراء الجماعات والأشخاص المدعومه من امريكا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

محطط تقسيم مصر والسودان

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

مصر والسعوديه لرقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

المر بزياده

جمعه فوكك ... 7 اكتوبر

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس محمد الشربينى

هل نخرب بلدنا بايدينا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

مصر الشخصيه الاعتباريه العلميه المعاصره للمجتمع الدولي

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

بيدي لا بيد عمر ولا للقوي الخارجيه

عدد الردود 0

بواسطة:

حازم

صدقت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة