محمود سامى داود يكتب: الغباء السياسى

الخميس، 22 سبتمبر 2011 08:50 م
محمود سامى داود يكتب:  الغباء السياسى مجلس الأمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاءت إدارة أوباما للحكم وفى أجندتها مفهوم حل الدولتين الذى سبق وتبنته إدارة بوش الابن، وقلنا وقتها إن الإدارة الأمريكية تبنت خيار العدالة وستحاول تعويض الشعب الفلسطينى عن سنوات الظلم التى أذاقوها له على مدار قرن من الزمن. ولا يخفى على أحد مساندة أمريكا لإسرائيل وكان حجتهم أن إسرائيل بها حكومات ديمقراطية وفكرها صدى لفكر الشعب الإسرائيلى.

وكان المسئولون الأمريكان يتغنون بواحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط. المهم صدقهم الكثير وقلنا الناس دى بتحترم الشعوب وبتدوس على الدكتاتورية ولا تحترمها. وعندما جاء أوباما بموقفة قلنا أن الشعب الفلسطينى صعب على الراجل وأن موقفة كان مدفوعا بالشق الإنسانى، وجاءت الثورات العربية وتأكدت أمريكا وغيرها أن شعوب المنطقة لا ترضى بالظلم الواقع عليها وكان موقف الشعوب واضحا للجميع.

وصدمت أمريكا وزلزلت الأرض تحت قدميها وهى ترى الشعوب تنحاز للحق الفلسطينى، وانضمت القيادة التركية مدفوعة بالرغبة الشعبية هناك لتقف هى الأخرى ضد الجبروت والصلف الذى تعودت عليه الدولة الصهيونية، وكان على الأمريكان قراءة مواقف شعوب المنطقة وفهمها وعلى الأقل الاستمرار فى تنفيذ رؤيتهم لمفهوم حل الدولتين.

وكان عقلاء العالم ينتظرون دعوة أمريكا لمجلس الأمن لتمرير قانون بإنشاء الدولة الفلسطينية بجانب الدولة الإسرائيلية على حدود 1967، كما تقول الشرعية الدولية، ثم يعقب ذلك إجراء مفاوضات بين الجانبين لحل المشاكل والتداخلات القائمة وتعيش إسرائيل فى سلام لا يقدر بثمن وتجف منابع الإرهاب وتعيش أمريكا هى الأخرى فى سلام وتوفر مليارات الدولارات التى تنفقها فى أفغانستان والعراق، ولكن كل ذلك لم يتم رغم أنها أفكارهم وأطروحاتهم على مدى العشر سنوات الفائتة.

وكان يمكنهم على أضعف الإيمان أن يقفوا على مسافة واحدة من الطرفان ويتركوا شعوب العالم وحكوماته لتقرر ما تريده دون ضغط أو تهديد، خصوصا أن الجانب الفلسطينى يذهب فى اتجاه تنفيذ فكرة عرضها عليه الأمريكان من خلال عرض الموضوع على الأمم المتحدة.

وكان عليهم فى النهاية الإذعان لقرار الأغلبية من دول العالم وتفعيل مبدأ الديمقراطية التى صدعوا رءوسنا بالتشدق بها وصنعوا لها أصناما يعبدونها من دون الله، وعندما تجىء الاستحقاقات ضد أهوائهم يكفرون بها، المتتبع للموقف الأمريكى الآن يعرف ويتأكد أنهم يعيشون فى مأزق ويتخبطون فى أقوالهم فهم بين نارين هل يستمرون على سياستهم القديمة التى تتمثل فى قول آمين على كل كلام يخرج من تل أبيب، وهم يعرفون أن المحصلة والنتيجة الحتمية هى وقوفهم ضد شعوب المنطقة وتطلعاتها وخسارتهم لكل التعاطف المتبقى لهم بالمنطقة، ونتيجة ذلك ستكون زلزالا مدويا سيخرجهم من المنطقة وخيراتها التى ينعمون بها، لن يكون الخروج من البلاد التى قامت فيها الثورات فقط. الطرد سيكون من جميع المناطق ومن خلال ثورات شعبية مدوية وسيكون اسم الجمع كلها جمعة تطهير البلاد من الأمريكان وأذنابهم.

والخيار الآخر أن يذهبوا فى اتجاه مساعدة الفلسطينيين فى بناء دولتهم حسب القانون الدولى وتنفيذا للوعود التى قطعوها على أنفسهم ويخسرون التبرعات السخية للوبى الصهيونى بأمريكا، أى بنى آدم مخلص لأمريكا يجب أن ينصحهم بتبنى خيار مساعدة الشعب الفلسطينى فى إعلان دولته والوقوف معه حتى تكتمل أركان الدولة. هذا الخيار فيه مصلحة أمريكا وإسرائيل، لأن خروج أمريكا من المنطقة نتيجته ستكون وخيمة على الشعب الأمريكى الذى لا يستطيع الاستمرار فى حضارته دون الاعتماد على الطاقة المستخرجة من تحت ثرانا وأنصحهم، وأقول كان فى السابق تخويف رؤسائنا أمرا سهلا لتحصلوا على ما تريدون، ولكن فى الوقت الحالى من الصعوبة بمكان الوقوف ضد تطلعات شعوب المنطقة، لأن رد فعل الشعوب أكثر دويا وأشد تأثيرا. فكروا تدبروا وافهموا وعقولكم فى رءوسكم.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالعزيز

أوافق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة