قال ضابط سابق بالجيش الإسرائيلى، نعوم شايوت، إن الاحتلال الإسرائيلى ليس أخلاقياً ولا شرعياً، لافتاً إلى أنه "فى عام 1979، العام الذى ولدت فيه، كان عمر الاحتلال الإسرائيلى لغزة والضفة الغربية 12 سنة، فيما كان عمرى 10 سنوات خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، عندما أرغم أبى ورفاقه فى وحدة تابعة لقوات الاحتياطى الفلسطينيين الأبرياء على الخروج من منازلهم ومتاجرهم فى شكل من أشكال العقوبة الجماعية".
وأضاف نعوم، "عندما انضممت إلى الجيش، كان يتم الاحتفال بالذكرى الثلاثين للاحتلال، وبعد ثلاث سنوات أخرى تم إرسالى، وكنت ضابطاً صغيراً حينها، مع جنود لمواجهة الانتفاضة الثانية".
وأكد شالوت فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" عشية التقدم بالطلب الفلسطينى للحصول على عضوية الأمم المتحدة، "لقد قتلنا مائة فلسطينى فى شهر واحد من أعمال الاحتجاج، وجرح آخرون كثيرون بالذخيرة الحية".
وأوضح الكاتب، الذى يعمل حاليا كعضو فى جمعية "كسر الصمت" التى تنشر شهادات من الضباط الإسرائيليين بشأن عمليات الاحتلال فى الأراضى الفلسطينية، أنه قيل لهم إن هدفهم هو إقناع المجتمع المدنى الفلسطينى بأن الإرهاب لا يجدى.
وأشار إلى أن "النظام العسكرى الإسرائيلى الذى يخضع له السكان الفلسطينيون عمره الآن 45 عاماً، بينما يتراجع العنف الفلسطينى بصورة كبيرة، فإن الجنود الإسرائيليين لا يزالون يدلون بشهاداتهم بشأن تكليفهم بمهمات لإفساد الحياة اليومية فى المناطق الفلسطينية".
واعتبر أنه لا يزال من غير الواضح ما ستتقدم به القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة غداً بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، قائلا، "لا ندرى وقع نتيجة التصويت على أرض الواقع".
ومضى يقول، "على أى حال، فإن الشهادات التى أدلى بها أكثر من 750 جندياً وضابطاً إسرائيلياً سابقاً عملوا فى الأراضى المحتلة خلال السنوات العشر الماضية، تشير إلى شىء واحد بوضوح، وهو أنه من وجهة نظر الجيش الإسرائيلى، فإن الاحتلال ليس أداة مؤقتة للسيطرة على السكان".
وتابع، "الاحتلال ليس له نهاية على المدى المنظور، ويعتقد أولئك الذين يعارضون الاعتراف بدولة فلسطينية خطئاً بأن الاحتلال الإسرائيلى أمر مؤقت، وأن هدفه خلق فضاء سياسى لحكم ديمقراطى فى فلسطين المستقبل".
واعتبر أن هذا الاعتقاد هو الذى يجعل الاحتلال مقبول أخلاقيا، لأنه لو كان الاحتلال دائما لكان غير شرعى، ليس فقط لأن الحاكم أجنبى، بل لأن السيطرة على البشر عبر الإكراه والأوامر العسكرية أمر غير أخلاقى.
وخلص إلى أنه "علينا أن نقبل حقيقة أن الجيش لا يرغب فى الانسحاب من الأراضى المحتلة، وأن الوضع الراهن هو خطة الحكومة الإسرائيلية المستقبلية، وعندما يستمر الأمن والرخاء لينعمنا بينما يستمر حجب الحرية عنهم من الصعب الاعتقاد بأن أى فعل آخر غير عنيف تستطيع القيادة الفلسطينية أن تسعى إليه عبر الدعم الدولى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى".
ضابط سابق بالجيش الإسرائيلى: احتلال الأراضى الفلسطينية ليس أخلاقياً
الخميس، 22 سبتمبر 2011 02:45 م
الجيش الإسرائيلى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة