صدرت عن دار نياز للنشر الطبعة الفارسية لكتاب "سقوط العالم الإسلامى"، نظرة فى مستقبل أمة تحتضر للكاتب والروائى المصرى حامد عبد الصمد، الباحث فى مجال العلوم السياسية والتاريخ وعضو مؤتمر الإسلام بألمانيا، وذلك بعد صدور الطبعة الألمانية والعربية والهولندية من الكتاب نفسه.
يقع الكتاب فى 240 صفحة ويحتوى على 16 فصلاً، ويطرح تحليلاً للأوضاع المتدنية التى وصلت إليها معظم الدول الإسلامية من انحدار فكرى وتعليمى وتزمت دينى وجوع جنسى وانهيار اقتصادى، ويتعرض بالنقد الشديد للتاريخ الإسلامى وللفكر السياسى الدينى.
وكان الكتاب قد حذر قبل اندلاع شرارة الربيع العربى بانحلال سياسى واجتماعى فى المجتمعات العربية قد تؤدى لحروب أهلية فى بعض الدول بسبب الجمود السياسى والاقتصادى وتفشى حالة التذمر والرفض بين جيل السباب .
يقول الكتاب إن الحضارة الإسلامية شاخت وباتت غير قادرة على طرح أجوبة على تساؤلات العصر الملحة.. ويتنبأ بكارثة تصيب العالم العربى فى السنوات القادمة بعد أن تجف آبار البترول، وبعد أن تدمر التغيرات البيئية الأراضى الزراعية والشواطئ السياحية.
ويتساءل الكاتب: كيف يمكن للاقتصاد العربى أن يتعامل مع كل تلك المتغيرات؟ كيف يمكن للدول التى عاشت تاريخها كله تعتمد على الموارد الطبيعية أن تعيش بعد أن تفقد تلك الموارد؟!.. أين البدائل الاقتصادية للبترول والسياحة والزراعة؟.. فلابد للاقتصاد العربى أن يعيد اختراع نفسه فى أقصر فترة ممكنة إن كان يريد أن يواجه تلك الكارثة، ولكننا نحتاج تكنولوجيا جبارة وتقنيات عالية وجموعاً من الشباب المؤهل، وكل ذلك غير متوفر لدينا بسبب فقر التعليم وتأخر البحث العلمى.
كما أن حكامنا يعيشون بمبدأ «أنا.. ومن بعدى الطوفان» ولا يخططون للمستقبل، لذا فإن السقوط الفكرى والمعنوى للحضارة العربية الإسلامية سوف يؤدى إلى سقوط مادى واجتماعى وسياسى إذا لم نغير ما بأنفسنا بأسرع ما يمكن.
ويطرح الكاتب فى نهاية كتابه سيناريو للتغيير قائم على مبدأ التعبئة الشعبية، قائلاً: "المدرسون والصحفيون وأئمة المساجد هم أهم أدوات هذه التعبئة، فلو تخلى المدرسون عن أسلوب التلقين السلطوى وغرسوا فى عقول طلابهم القدرة على التفكير الحر ونقد ذواتهم وحتى نقد المعلم نفسه، ولو تخلى الصحفيون عن أساليب الفرقعة ومداعبة العواطف فى التعامل مع تقاريرهم ومقالتهم وعرّفوا المواطنين حقوقهم وكيفية الحصول عليها، ولو تخلى الأئمة عن وعظهم بالقصص والحواديت وتركيزهم على المحرمات وعادوا إلى روح الدين وعقلانيته، لو نجح هؤلاء فى تعليم الناس أن ينتقدوا ذواتهم أولاً، وألا يقبلوا أى شكل من أشكال الظلم حولهم، لتغيرت أحوال البلاد حتى قبل إجراء انتخابات نزيهة".
ومن عناوين فصول الكتاب "الشرق يحترق"، "ديناميت اسمه التاريخ"، "أصحاب الكهف أو مشكلة من لا يرى إلا ظله"، "متى بدأ الخلل"، "الوداع الطويل للحضارة الإسلامية"، "طريق المسلمين الشائك نحو التنوير"، "تجارة الغضب"، "معركة الرسوم المسيئة للرسول"، "زنا محارم ثقافى"، "حكاية بنت اسمها وفاء"، "مآساة التعليم العربى"، "المسلمون فى بلاد المهجر"، "بين القبيلة والدين" و"تغيير مفهوم التغيير".