قرأت قصتها فتجددت لدى ذكريات قديمة عن تعامل جماعة «الإخوان» مع أعضاء لها فى عمر الزهور بمنطق «نفذ الأوامر وبعدين إبقى إسأل واستفسر»!
زينب مهدى، الفتاة الصغيرة، ترى فى الجماعة «لحمها ودمها وروحها» منذ أن انتسبت لهم وهى فى الصف الأول الثانوى، وحين قامت ثورة 25 يناير شاركت فى جمعة الغضب الأولى بالمخالفة لتعليمات مسؤول شعبتها ثم اكتملت أركان «الجريمة» من وجهة نظر قادة الجماعة حين شاركت فى حملة دعم الرجل المحترم الذى ارتاح له المصريون د. عبدالمنعم أبوالفتوح رئيساً للجمهورية، فضلاً عن مساهمتها فى أنشطة حركة 6 أبريل...
لم تقترف زينب ذنباً سوى أنها تؤمن بأن الالتزام أو العمل الدعوى العام لا يتناقض مع حرية تكوين قناعات سياسية معينة تبنى عليها خيارات ما ومواقف بعينها! وهذا بالضبط ما ترفضه قيادات الجماعة. إنها تريد أخاً أو أختاً يخضع تماماً لمبدأ السمع والطاعة، ويحتفظ بتساؤلاته لنفسه ويتعامل مع تعليمات مسؤول الشعبة على أنها أوامر عسكرية لا تحتمل وجهات نظر، بل التنفيذ الفورى! فى السنوات السابقة كان التسويق لهذا المنطق الاستبدادى الذى يتجاهل الشورى ولا يعترف بالديمقراطية، يتم بحجة الضربات الأمنية التى تتعرض لها الجماعة والظرف العام الذى يجعل قيادييها وكوادرها ملاحقين على الدوام، لكن بعد أن سقط مبارك وتحطمت العصا الغليظة لجهاز أمن الدولة وأصبح وزير الداخلية يصلى وراء المرشد العام، لم يعد مقبولاً أن تبيع الأخت دماغها وتقتل بداخلها جميع ملكات المناقشة والتحليل والأخذ والرد بل والاعتراض والرفض، من أجل أن ترضى عنها القيادات.
المعالجات الصحفية التى تناولت وقائع قصة زينب أشارت إلى أنها حصلت على لقب «أولى الأخوات المفصولات من الجماعة»، والحق أن زينب هى أولى الأخوات التى تصر على قناعاتها وتمضى فى رؤيتها السياسية حتى النهاية. زينب التى لم أشرف بمعرفتها تجاهلت التحذيرات التى وُجهت إليها بعدم المشاركة فى حملة د. أبوالفتوح، ليس لأنها مثل المخلوع حاصلة على دكتوراه فى العناد، أو أنها «بتاعة مشاكل» أو غاوية مناكفة.. أبداً.. هى فقط بنت جيلها..جيل مختلف.. يرفض اللون الرمادى.. ويفضل وضع النقاط على الحروف.. جيل لا يفهم مثلاً كيف تتم الدعوة إلى ثورة وترفض الجماعة المشاركة فيها بحجة احترام عيد الشرطة أو مراعاة الظرف العام، كما لا تفهم كيف يتم تعيين عمر سليمان فى منصب نائب الرئيس وتذهب قيادات الإخوان للتفاوض معه فى حين قررت 6 أبريل والجمعية الوطنية للتغيير مقاطعته حتى لا تمد حبلاً لانتشال الديكتاتور العجوز من بئر الغضب الشعبى، بل كيف يكون مبارك طاغية ومع ذلك يستهل د. محمد بديع عهده مرشداً جديداً للجماعة بوصف مبارك بأنه «أب لكل المصريين»!
اختلافى مع الخط السياسى للجماعة لا ينفى تقديرى لدورها الدعوى، ورفضى لوصايتها على الجيل الجديد سياسياً لا يتعارض مع إعجابى بقدرتها على الحشد والتنظيم والعمل الدؤوب والنفس الطويل، وتحفظى على أداء قياداتها لا يتناقض مع مودتى الشديدة لعناصرها الأخرى. وهكذا يمكن أن يُقرأ هذا المقال على أنه تقييم موضوعى عملاً بمبدأ «رحم الله رجلاً أهدى إلى عيوبى»، ويمكن أن تُقرأ سطوره على أنها إفراز لغل وحسد من أحد العلمانيين الجدد، وبالتالى تكون الجماعة قد استنسخت أسلوب الحزب الوطنى: من ليس معنا فهو علينا، ومن ينتقدنا فهو قِلة مندسة!
لم أكد أنتهى من كتابة هذه الكلمات حتى صدر قرار معاقبة 40 من أعضاء الجماعة بالفصل والوقف واللوم لحضورهم مؤتمر أبوالفتوح، أحد المفصولين قال«أرفض أن أكون راس كرنبة» بينما وصف قيادى آخر القرار بأنه صادم وقاس.. ومن ناحيتى أنا لا تعليق مؤقتا.
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو عمار
مين زينب اللى بتتكلم عنها
والنبى قلنا انت قرأت قصتها فين وامتى
عدد الردود 0
بواسطة:
hisham
لم تكن من الجماعة أصلا
عدد الردود 0
بواسطة:
دعلي دراز
ظلال دكتاتوريه