كما طالبوا فى المؤتمر الذى نظمته الكنيسة الإنجيلية، بعنوان "الحوار الدينى والمجتمع المدنى الحديث"، بضرورة تطبيق العدالة من خلال قانون مدنى يساوى بين جميع أبناء المجتمع، وأوصوا بالقضاء على السلبيات التى ارتبطت بالدين، مثل ارتفاع أصوات مكبرات الآذان بالمساجد مراعاة لحرية الآخرين فى التمتع بالهدوء فى منازلهم، وتعطيل حركة الشوارع أثناء الصلاة، وأوصوا أيضاً بعدم التوسع فى انتشار المدارس والبنوك على أساس دينى، وطالبوا بضرورة توسيع التعاون المشترك بين الكنيسة والمسجد، لإقامة مشروعات مشتركة وتوسيع ثقافة الاخلاف وقبول الآخر.
وقال الشيخ الدكتور سالم عبد الجليل وكيل شئون الدعوة بالأزهر الشريف فى كلمته تحت شعار "نعيش معا.. نفكر معا.. نعمل معا": "إن الإنسان بطبيعته شخص متدين بالفطرة، مشيرا إلى أنه فى الفترة الأخيرة، ارتفعت مظاهر الدين الشكلية دون الجوهرية، وتسبب هذا بقيام مجموعات لا تمثل الإسلام، بالقيام بتصرفات اتخذها البعض ذريعة لتشوية صورة الإسلام، وهذا غير صحيح، لأنه لا يجب النظر لسلوك هؤلاء الأفراد الذين يستخدمون الإرهاب الفكرى والثقافى، بل يجب الرجوع إلى صحيح الدين الذى يرفض هذا السلوك"، مؤكدا أن المصريين لم يعتادوا أو يتعلموا ثقافة الاختلاف، ولذا لا يمكن الحكم على دين معين بتصرفات أتباعه، لأن من يرفع شعارات الإسلام وتصدر تصرفات منه تسىء للآخر وتكفره هو ليس بممثل للإسلام، وأشار إلى أن نبى الإسلام عندما دخل المدينة قال كلمه تكتب بالذهب "المؤمنون مع اليهود أمة واحدة"، فجعل الجميع يتعايش لصالح المجتمع، وأن الأديان لا تميز بين البشر حتى عندما كانت تطبيق الجزية أو ضريبة على الأقباط، كان بهدف الدفاع عنهم لأنه آنذاك كانت الحروب دينية، وأن هذه العلة قد انتفت الآن وأصبحت الحروب حروب وطن وليس دينية، يشارك فيها أبناء الوطن الواحد، ولذا فالأقباط الآن هم مواطنون كاملى الأهلية والمواطنة، و"أننا ليس لنا عداء مع اليهود بل الصهيونية التى اغتصبت الأرض".
ورفض عبد الجليل ما يحدث بالمجتمع من عقد جلسات صلح عرفية أو تطبيق القانون بيد الأفراد، مؤكدا أن الجهة الوحيدة التى لها هذا الحق هى القضاء فقط.
وقال الشيخ عبد الرؤوف المغربى عضو لجنة الحوار: "الحرية تعنى حرية التفكير والاعتقاد وحرية الرأى، وخلق الله الإنسان ليفكر ويصنع ويبدع وليس يتلقى فقط، أو يستعبده أحد وحرية العقيدة مكفولة فى الإسلام، والشريعة الإسلامية لم تكمم الأفواه ولم تقف ضد حرية الرأى، ومن يفرق بين مسلم ومسيحى فهو ليس بمصرى، لأن محمد وحنا وعلى ومرقص هم من حرروا أرضنا بدمائهم، ولم يفرق الرصاص بينهم، فجميعهم خرج للدفاع عن الوطن".
وقال القس ثروت قادش رئيس المؤتمر، أن الله خلق الإنسان على الاختلاف فى السمات واللغات والأديان وجعل بينهم التآلف والتواصل والعمل والبناء، لأن الفكر الإنسانى قائم على أساسين، نحن موجودين ونحن مختلفين، وأضاف أنه من المحزن أن نلغى العقل، ونسعى للعيش على الماضى، الذى يختلف عن هذا العصر، الذى وسع من نطاق التفكير والحريات التى يجب استخدامها للتطور والتواصل وليس الانعزالية، والاعتماد على شكليات قديمة.

