تشهد مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير أعمال إضراب عن العمل للمطالبة بالحقوق ومستحقاتهم التى حُرموا منها طوال فترة حكم النظام السابق، وعلى رأس هذه الإضرابات إضراب المعلمين فى التربية والتعليم والتعليم الأزهرى، ما هدد العملية التعليمية، وأثار مخاوف أولياء الأمور على مستقبل أولادهم، وبالرغم من تنفيذ جزء من مطالب المعلمين إلا أنهم أرادوا الحصول على مستحقاتهم كاملة قبل البدء فى مواصلة علمهم.
الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، أجاز الاعتصامات والتظاهر بشرط ألا تتضمن شعارات أو ألفاظاً يحرمها الشرع، وألا تتضمن أمورًا محرمة من نحو أذية الخلق أو الاعتداء على ممتلكات الناس، أو الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء.
فى المقابل قال علماء دين من الأزهر الشريف ومن أعضاء مجمع البحوث الإسلامية إن ما يقوم به المدرسون من إضرابات واعتصامات هو عمل ضد الإسلام، وأنهم فى حكم المحاربين لله ولرسوله وللمؤمنين، منتقدين الإضرابات التى تشهدها البلاد حاليا، سواء كانت من المعلمين أو من الأطباء أو الأئمة أو غيرهم، واصفين الإضراب عن العمل أيضا بأنه عمل بعيد عن تعاليم الإسلام، وأنهم يدخلون فى حكم الذين يسعون فى الأرض فساداً.
ويشرح الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية لـ "اليوم السابع"، رأيه حول المظاهرات قائلا: "المظاهرات والاعتصامات جائزة من حيث الأصل، وقد تعتريها الأحكام الخمسة بحسب مقصدها ووسيلتها. وعليه فتكون المشاركة فيها بحسب حكمها، فالمظاهرات جمع مظاهرة، وهى: تجمع طائفة من الناس فى العلن لتظهر مطلبًا أو أكثر من الحاكم غالبًا، والغرض منها إظهار أن المطلب ليس مطلبًا فرديًّا، وإنما هو مطلب جماعي. فالتظاهر تعاون بين المتظاهرين، وتقوٍّ بين أفرادهم، فالتظاهر مكون من أمرين كل منهما فى نفسه يعد جائزًا بمجرده؛ أولهما: مجرد الاجتماع بالأبدان؛ إذ الأصل فى الأفعال نفى الحرج حتى يدل الدليل على خلافه.
الأمر الثانى: المطالبة بتحقق أمر مشروع، أو رفع أمر مكروه؛ فالمظاهرة بهذا وسيلة لهذا، والوسائل تأخذ حكم المقاصد، والأصل فى طلب الحاجات من الحاكم أنه مشروع؛ فولى الأمر قائم لقضاء حوائج الرعية، ولذا رهَّب النبى صلى الله عليه وسلم من احتجاب أصحاب الولايات دون أصحاب الحاجات، روى أحمد أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مَنْ وَلِى مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَاحْتَجَبَ عَنْ أُولِى الضَّعَفَةِ وَالْحَاجَةِ احْتَجَبَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
وأضاف د. جمعة: الجواز للإضراب مشروط بعدة شروط ومضبوط بعدة ضوابط، منها ألا يكون موضوعها المطالبة بتحقق أمر منكر لا يجيزه الشرع، وألا تتضمن شعارات أو ألفاظا يحرمها الشرع، وألا تتضمن أمورًا محرمة من نحو إذاية الخلق أو الاعتداء على ممتلكات الناس أو الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء.
من جانبه قال الدكتور محمود مهنا، عضو مجمع البحوث الإسلامية، لليوم السابع إن الذين يضربون عن أعمالهم يجب أن يفصلوا، خاصة المدرسين لأنهم عطلوا رسالة مقدسة، خاصة أن وزير التعليم قال لهم "إننى أعطيتكم ما أستطيع ولن تجدوا وزيراً غيرى يعطيكم مثل ما أعطيتكم"، مضيفا أن الإضراب عن العمل يعتبر "خيانة عظمى" لأنه نشر للفوضى وتضييع للعلم وهذا ما نهى عنه الإسلام.
وأضاف مهنا أن المضربين يعتبرون من الذين يعيثون فى الأرض فسادا، ويأخذون حكم المحاربين لقوله تعالى "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا..."، فهؤلاء يسعون فى الأرض فساداً، مشيراً إلى أن النبى كان يهتم بالعلم حتى أن أول آيات القرآن الكريم نزلت تحثنا على العلم قبل أن تحثنا على التوحيد، فسورة القلم نزلت قبل سورة الإخلاص، فالعلم نزل من السماء، وأمرنا به قبل التوحيد، والله يقول لرسوله "فاعلم أنه لا إله إلا الله"، فقدم العلم أولا، ثم جاء التوحيد ثانيا، ثم جاء العمل ثالثا.
وأشار إلى أن المعلمين المضربين معطلون للإنتاج، وبالتالى فهم محاربون لله ولرسوله وللمؤمنين، ويجب أن يعاقبوا عقاباً أليماً، مضيفا أنه قرأ أن بعض المحافظين قاموا بإيقاف المضربين عن العمل موجهاً لهم التحية وواصفهم بالأكفاء، مطالبا جميع المحافظين أن ينتهجوا ذات النهج، مضيفا أن المدرسين المضربين فتحوا بيوتهم من أول يوم لإعطاء الدروس الخصوصية فهم مضربون عن العمل فى المدرسة، وبيوتهم مفتوحة للدروس الخصوصية، واصفهم بأنهم عبء على الإسلام والمسلمين، وأنهم ضد مصر بل وضد الإسلام نفسه.
من جانبه قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، إن الإضراب أمر لا يقره عقل ولا شرع بأى حال من الأحوال، ومن حق المسلم أن يطالب بحقه بأشياء مشروعة، مضيفا أن الطبيب والمعلم والإمام لا يحق لهم الامتناع عن أداء رسالتهم المكلفون بها، فما ذنب المريض إذا أضرب الطبيب، وما ذنب التلميذ إذا أضرب المعلم، مطالبا الشعب المصرى بجميع طوائفه أن يتمهل ويترك الفرصة للقيادة الجديدة.
وأضاف الأطرش أن الذى يضرب عن أداء رسالته بهذه الصورة التى ربما يترتب على إضرابه الإضرار بمصالح الناس، هو بعيد عن تعاليم الإسلام، قائلا: "طالبوا بحقوقكم ولكن بطريقة مشروعة بعيدة عن الإضرار بمصالح المسلمين، فالإسلام بنى على قاعدتين إسلاميتين، وهى لا ضرر ولا ضرار".
خلاف فقهى حول مدى مشروعية الإضراب.. مفتى الجمهورية: جائز بشروط.. والأطرش: المضربون بعيدون عن تعاليم الإسلام.. و"مهنا": المدرسون المضربون يجب فصلهم لأنهم عطلوا رسالة مقدسة
الأربعاء، 21 سبتمبر 2011 12:45 م
جانب من إضراب المعلمين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
اسكتوا احسن
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
عجبا يا قوم - هوه كل واحد يطالب بحقه يبقى عدو وعليه القبول بالظلم والقهر - عقلية ايه ده
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
hossam
من هذا المهنا الجاهل
ارحموا المعلم المصري المطحون من جهلكم
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو هشيمة
نتفق مع فضيلة المفتي في أمر ونختلف معه في آخر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
خلصنا من مبارك وامن الدوله طلع لنا بتوع الفقه الشرعي و الامن بالتكفير
ما ليش نفس أعلق
عدد الردود 0
بواسطة:
الكابتنن
رد
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
المظاهرات
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة
اتقى الله
عدد الردود 0
بواسطة:
الكابتنن
رد
عدد الردود 0
بواسطة:
المواطن ×
وبدات الدوله الدينيه