أكد سفير ألمانيا لدى القاهرة ميشيل بوك أن بلاده تدعم مصر لكى تسلك طريقها إلى مجتمع ديمقراطى، مشيرا إلى أنهم فى ألمانيا يعلمون "أن هذا الطريق وعر ولم ينته بعد".
وأشار بوك فى تصريحات صحفية اليوم، الثلاثاء، إلى أنه رأى فى مصر "بعض التطورات التى ربما تكون بطيئة جدا"، على حد قوله، لكنه عاد وأكد أن هذا أمر طبيعى وعادى، لكنه أشار إلى أن العديد من رءوس الأموال الألمانية فى انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع فى مصر، موضحا أنه فى الوقت الذى يتجه فيه بعض رجال الأعمال لسحب رءوس أموالهم من مصر، فإن المستثمرين الألمان لم يفعلوا ذلك، ولم يسحب أى مستثمر ألمانى أمواله من مصر.
وأضاف بوك "على العكس من ذلك ننحن فى انتظار استثمارات ورءوس أموال ألمانية جديدة تأتى إلى مصر، فقد اتفق القطاع الألمانى الاقتصادى مع الغرفة التجارية فى مصر على توفير 5 آلاف فرصة عمل جديدة فى مصر"، مشيرا إلى أنه على علم أن 5 آلاف فرصة عمل مجرد نقطة فى بحر، ولكن القيمة التى تكمن فى ذلك هى قيمة رمزية تدفعنا للتفاؤل بالمستقبل، بالنسبة لـ5 آلاف فرصة عمل لن تكون فرص عمل رخيصة، لأن رجال الأعمال الذين سيوظفون هؤلاء سيدربونهم ويعينوهم لمدى طويل، لكى يصير ذلك نموذجا لرجال الإعمال ليحتذوا به".
وأشار بوك إلى أن الطريق إلى الديمقراطية فى مصر لن يتحقق إلا إذا كانت هناك ثقة من الناس والمواطنون فى هذا الطريق وتلك الديمقراطية، لذلك يتعين تحسين الأوضاع المادية لهؤلاء وتوفير فرص عمل لهم، حتى نستطيع أن ندخل هذا المجتمع إلى الديمقراطية. ولفت بوك إلى تكريم ألمانيا لخالد سعيد أمس ومنحه جائزة حقوق الإنسان، والتى تسلمتها شقيقته.
وأشار بوك إلى أنه سيلتقى بوزير الداخلية ووزيرة التعاون الدولى للتأكد من تنفيذ بعض المشروعات، وقال إنه يوجد موضوعات هامة سيناقشها مع وزير الداخلية، وقال إنه "يوجد تعاون دائم مع وزارة الداخلية فى العديد من المجالات، وأنتم تعلمون أن جهاز الشرطة تلقى العديد من الضربات بعد الثورة، وأنتم تعلمون أن المواطنين الآن يحتاجون إلى عنصر الأمان وهذا مجال جيد للتعاون".
وردا على سؤال عما إذا كانت ألمانيا طلبت مراقبة الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى مصر، وأشار بوك إلى أن الاتحاد الأوروبى عرض على الجانب المصرى تقديم المساعدة سواء فى إجراء العملية الانتخابية أو فى مراقبة العملية الانتخابية، لافتا إلى أن الحكومة المصرية وافقت على المساعدات فى إجراء العملية الانتخابية ولكن كان لها موقف مختلف بشأن مراقبة العملية الانتخابية.
وقال "أنتم تعلمون أنه فى كل لجنة انتخابية يكون هناك قاض من السلطة القضائية لمراقبة سير العملية الانتخابية للتأكد من سلامة سير العملية الانتخابية وعدم حدوث انتهاكات، والحكومة المصرية مقتنعة بأنها لديها القدرة بأن تقوم بذاتها بتنفيذ ومراقبة العملية الانتخابية كما حدث فى الاستفتاء، لذلك لا تريد مراقبة من الخارج، ولكن فايزة أبو النجا قالت لى من يومين أن أى شخص يستطيع أن يتجول بحرية ويشاهد ما يجرى فى العملية الانتخابية. الأمر فى غاية البساطة، عندما اندلعت الثورة قلنا لإخواننا المصريين نحن نريد المساعدة وأنتم تقولون لنا ماذا تريدون، ولن نلح فى شىء وهذا نفس الوضع بالنسبة للمراقبة فى الانتخابات"، مساعدات تقنية وفنية سنقدمها، مثلا أجهزة كمبيوتر، ومساعدات لوجيستية، لأن الانتخابات تحتاج لجهد لوجيستى والانتخابات القادمة تختلف عن الاستفتاء الماضى، تحتاج لمجهود كبير".
وحول موقف بلاده من تعديل اتفاقية كامب ديفيد، والهجوم على سفارة إسرائيل، قال سفير ألمانيا إن الإحداث الأخيرة تسبب نوعى من القلق لحكومة ألمانيا، وواضح للعيان أن هناك أخطاء كبيرة ارتكبت من الجانبين، دون أن نعرف على وجهة اليقين من أين ارتكبت وما وراءها، سواء اقتحام السفارة الإسرائيلية أو مقتل الجنود المصريين، وقال: "شعر بالأسف لمقتل كثيرين وهو ما دعا الجانبين (مصر وإسرائيل)، لإظهار نوع من المسئولية بما يتيح مجالا أكبر للتعاون بين الجانبين الإسرائيلى والمصرى فى المجال الأمنى".
وأشار بوك إلى أنه "بالنسبة لاتفاقية السلام ما فهمناه من تصريحات رئيس الوزراء هو أن هناك بعض التفاصيل التى ينبغى إعادة ضبطها وفقا للوضع الحالى مثل زيادة عدد أكبر من القوات المصرية على الحدود، لم أفهم أن هناك نية للمساس بجوهر الاتفاقية".
وحول ما تردد عن زيارة قام بها الطبيب الألمانى المعالج للرئيس السابق حسنى مبارك قال بوك: "يا ريتنى كنت أعرف" أعتقد أنه لم يأت ، ولكنى لا أستطيع أن أجزم بذلك، والسبب فى ذلك هو أنا الطبيب الألمانى رجل بالغ ويستطيع أن يقرر بنفسه إذا أراد المجىء، ولا أعلم أذا كانوا طلبوه أم لا، وإذا كانوا طلبوه فمن حقه أن يتركه، ولم يطلب منى أحد أن أدفع مصاريف الرحلة وإذا أراد مبارك أن يطلب الطبيب فعليه دفع مصاريف رحلته بنفسه".
وردا على سؤال حول موقف ألمانيا من خطط إعلان الدولة الفلسطينية قال بوك إن "الحكومة ألمانيا الاتحادية ممثلة فى المستشارة الألمانية ووزير الخارجية أجروا لقاءات مكثفة مع شركائنا الأسبوع الماضى، لبحث التوصل لحلول نهائية لتلك المشكلة، لن أستطيع أن أجيب فى هذه اللحظة على تلك الأسئلة، لأننا مازلنا فى مرحلة الصراع مع الوقت لإيجاد حل وإجابات لتلك الأسئلة، وأبو مازن حتى الآن لم يقدم حتى الآن النص الذى يزمع على تقديمه للأمم المتحدة لذلك ألمانيا لم تحدد موقفها بصور نهائية لأنها تريد لأن يكون هناك نوع من الليونة فى الموقف".
وأضاف بوك "من المهم لنا أن تنجح أوروبا فى التحدث بصوت واحد، لأنه ليس من مصلحة أحد، خاصة فلسطين، أن يحدث انقسام فى الموقف الأوروبى، لأنه ذلك سيضعف الصوت الأوروبى وهذا معناه ضعف صديق قوى للفلسطينيين. الأمر الآن لا يتعلق بما إذا كان اللجوء للأمم المتحدة سيعطل هذا الصراع، ولكن الأهم ألا يؤدى إلى تصعيد العنف بالمنطقة.
ألمانيا تدعم بشدة حل الدولتين، يتعايش فيهما الفلسطينيين والإسرائيليين جنبا إلى جنب. أيا كان الإعلان الذى سيصدر عن الأمم المتحدة، فلن يكون مناسبا لحل المشاكل التى ألخصها فى القدس الشرقية المستوطنات، عودة اللاجئين، وغيرها وكل هذا لن يحل إلا عن طريق المفاوضات، ولكن يمكن تصور أن يضع هذا القرار الذى سيصدر عن الأمم المتحدة أن يضع أسسا ومعايير لكيفية إدارة هذا الأمر.
سفير ألمانيا بالقاهرة: رجال الأعمال الألمان لن يتركوا مصر
الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011 05:22 م