هل سيتغير هذا المفهوم بعد الثورة التى حدثت، حيث كنا منذ زمن ليس ببعيد، نخجل أن نسأل الأم والأب عن أمنيته لابنه ومستقبله، وذلك لأننا كنا نعرف الإجابة ما بين طبيب أو مهندس صحفى أو محام، أما الآن فقد تبدل الحال وأصبح من لديه طفل يتمنى له أن يصير لاعب كرة وطبعا كرة قدم، وهذا ليس عيبا بالطبع وهم ينظرون فى الشهرة والمال وليس لدينا جميعا اعتراض على كرة القدم أو غيرها من الألعاب، ولكن تكون كهواية فهى فى النهاية مجرد(لعبة) ونشاهدها ونشجعها ونمرن أطفالنا عليها فكان يطلق عليها (متنفس الشعوب) ولكننا أدركنا جميعا أن هذا النفس يمثل خطرًا على أمة تريد أن ترتقى وعلمنا أيضا بعد الثورة أنها كانت مجرد لعبة سياسية كانت تطبق من قبل حكومة الدولة، لكى يلهو الشعب عما يقومون به من فساد وتخريب لحال البلاد، ولذلك فأخشى ما أخشاه أن تكون هذه المظاهرات فى تلك الأيام مثل كرة القدم.
وفى الحقيقة طالما نريد تقدما جذريا وفعالا لابد أن نوجه الاهتمام الشديد لميزانية البحث العلمى، لأن هؤلاء العلماء هم من تقع على عاتقهم تقدم البلاد ونريد تشجيعا وتكريما لمفكر وعالم بنفس ما نشاهده فى كرة القدم ومن الجمهور أيضا، لكى نبدأ بداية صحيحة فى بلد قام بأجمل ثورة فى العالم لابد أن نتجه ونضع أعيننا على التعليم أولا ومن ثم يأتى الباقى، وحتى لا نرى الحسرة والدمع فى عيون الأب عندما يقول إن ابنه طبيب أو مهندس، وذلك لما يعانيه ابنه من كل شىء.
فالتعليم ثم التعليم ثم التعليم ومن ثم يأتى أى شىء.
