أكد حسام نصار رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية أنه قدم تصوراً لرئاسة مجلس الوزراء حول توطيد العلاقات الثقافية المصرية الإثيوبية التى من شأنها توطيد العلاقات فى كافة المجالات بين البلدين.
وأضاف نصار فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه قدم رؤية لتوطيد العلاقات الثقافية مع كل إقليم على حد لكن الميزانية التى توفرها الدولة للقطاع ليست كافية، موضحا أن رؤية القطاع ترتكز على المفاهيم الأقلمة الثقافية التى تعتمد البحث عن المشتركات الحضارية والثقافية لمصر مع كافة أقاليم العالم كأساس لتكوين رسائلها الثقافية إلى العالم.
واقترح نصار تكوين لجنة ثقافية مصرية إثيوبية مشتركة لدراسة وتنقيح وتأصيل تلك المشتركات الحضارية والخروج منها ببرامج تنفيذية تفصيلية لإقامة حوار حضارى ثقافى يكون له أبلغ الأثر فى تشكيل الوجدان الشعبى المتوافق فى البلدين.
وأوضح نصار أن هناك تيمات حضارية وثقافية مشتركة كأساس لتبادل ثقافى مؤثر بين البلدين من بينها "أدب الزنوجة وعلاقته بمصر وإثيوبيا كأعظم رافدين حضاريين عالميين من شرق إفريقيا، واللغات النيل والعلاقات اللغوية بين اللغات الكوشية والقبطية، والعمارة النوبية وعلاقتها بالعمارة الإثيوبية، وحضارة فراعنة مصر النوبيين مثل عانخى وشباكا، والهجرات العكسية من فيلة إلى الحبشة، ورحلات بونت التجارية، والمسلاّت المصرية والإثيوبية، والنجاشى وأثره على المسيحية والإسلام وعلاقة إثيوبيا بمصر فيهما، ومصر وإثيوبيا كنموذجين مقارنين فى الوحدة الوطنية، والإيقاعات الموسيقية النيلية، وشعر الرواة والسير والملاحم المصرية والإثيوبية، ودراسات مقارنة بين الآداب الحديثة فى مصر وإثيوبيا، والفولكلور والرقص الشعبى الجنوبى والإثيوبى.
وأضاف نصار أن إجمالى الإنفاق على الأنشطة الثقافية الخارجية فى إفريقيا تجديدا بلغ فى العام المالى السابق حوالى 1.4 مليون جنيه مصرى، بما يوازى حوالى 15 % من إجمالى الإنفاق على أنشطتنا الخارجية، حظت شرق إفريقيا منه بأكثر من النصف، مؤكدا أنه سبق للقطاع طلب تعزيزات إضافية لزيادة التبادل الثقافى مع كافة دول العالم بما يتناسب مع قيمة مصر الثقافية ووضعها الحضارى المتميز، وما تم فى قارة مهمة لمصر كإفريقيا بأقاليمها الأربعة فى العام المالى 2010/2009 (كما هو موضح عالية) يمكن تعزيزه بعمل أنشطة مؤثرة ومستدامة، فيمكننا أن نضاعف عدد الأنشطة الكبيرة من تسع أنشطة فى القارة بأكملها إلى حوالى نفس العدد فى شرق إفريقيا وحدها، أى ما يعادل تقريباً عدد دول حوض النيل مثلاً، ثم مضاعفتها مرة ثانية بعد عامين، أى تنفيذ نشاط ضخم فى كل دولة من دول حوض النيل كل ستة أشهر، وهو ما يمكننا من تنفيذ أسبوع ثقافى متكامل فى نصف عدد تلك الدول كل عامين تقريباً.
وأكد نصار أن ومصر، بطبيعة تكوينها الحضارى وموقعها الجغرافى الوسيط وثراءها الثقافى – التراثى والمعاصر- ربما هى الدولة المؤهلة بامتياز والأولى بالقيام بريادة حوار الثقافات والحضارات، وبتبنيها مفهوم المشتركات الحضارية، فهى تهدف إلى تأصيل وحدتنا البشرية، وبنفس القدر تأصيل مفهوم الخصوصية التى تعبر عن تنوعنا البشرى الخلاق الذى لولاه لما تطورت البشرية ووصلت إلى ما وصلت إليه من تطور وتحضر.
وأضاف نصار أن مفهوم الأقلمة الثقافية يقوم على أساس التعرف على الملامح الأساسية التى تحدد وتميز ثقافة إقليم بعينه، وأهميته السياسية والجيوستراتيجية لمصر فى محيطها الإقليمة، وذلك بهدف تحديد عناصر الرسائل الثقافية لمصر لهذا الإقليم أخذاً فى الاعتبار المشتركات الحضارية وعناصر التشابه، إضافة إلى انتقاء خصوصياتنا الثقافية التى تتمتع بالحساسية الثقافية التى تضمن عدم زحزحة تلك الخصوصيات إلى مناطق الخلاف والاختلاف. واللغة، والعرق، والجغرافيا، والمنظمات الإقليمية، والتعريفات الجيوسياسية المعتمدة، والتاريخ المشترك الذى يصنع الملمح الثقافى الواحد هم أهم عناصرنا فى تحديد أقاليم التماس الحضارى التى نبتغيها، ومنها إقليم شرق إفريقيا التى تقع فيه إثيوبيا.
موضوعات متعلقة:
نجاح العلاقات المصرية الإثيوبية يحتاج إلى روابط ثقافية