خيمت أحداث الثورة المصرية التى اندلعت فى الخامس والعشرين من يناير الماضى، على أجواء مؤتمر "هاوى واى أفريكا"، الذى بدأت فعالياته بمدينة "كيب تاون" عاصمة جنوب التى انتهت فعالياته أمس الاثنين، بمشاركة صحفيين من عدة دول أفريقية، وصحيفة اليوم السابع، التى مثلت الإعلام المصرى فى فعاليات المؤتمر.
وطرح المشاركون بالمؤتمر على اليوم السابع عدة أسئلة عن الأوضاع فى مصر، وهل هى مستقرة، أم تسببت الثورة فى عرقلة الاستقرار بها، وأبدى بعض الصحفيين من "تنزانيا" تعجبهم من محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك، وعبروا عن صدمتهم إزاء مشهد الرئيس السابق فى القفص، فيما أكدت إحدى المشاركات فى المؤتمر من دولة "موريشيوس" معرفتها بمدى معاناة المصريين فى ظل حكم مبارك، لافتة إلى أن الصحف البريطانية والأمريكية التى تصل "موريشيوس" لا تزيف الحقائق عن النظام المصرى السابق، وأن أبناء "موريشيوس" يعرفون أن مبارك كان دكتاتوراً، وأن الثورة المصرية كان يجب أن تندلع فى وقت ما للتخلص من نظامه.
وتحولت ورشة العمل التى خصصها المؤتمر الجمعة لمناقشة العلاقة بين الصحافة الأقتصادية، والبنوك والاستمثار فى أفريقيا، إلى مداخلة، عن الصحافة المصرية، والثورة، وميدان التحرير، ورغب الحاضرون فى تصحيح مفاهيهم، ومعتقداتهم عن استمرار الفوضى فى مصر بعد الثورة، حيث أوضح اليوم السابع للحضور، أن مصر تمر الآن بمرحلة انتقالية، ستؤدى أخيراً إلى رئيس مدنى منتخب يتبدل كل خمس سنوات، بعكس الفترة السائدة التى انفرد فيها مبارك بالحكم طوال 30 عاماً.
وأبدى حضور الورشة سعادتهم لرضا 67% من المصريين عن محاكمة مبارك، حسب الاستفتاء الأخير الذى أجراه مجلس الوزراء المصرى، فيما عبر أحد الصحفيين من تنزانيا عن دهشته من القصص الإيجابية التى كانت تحملها صفحات إحدى الصحف المصرية الحكومية، وأشهرها، عن نظام مبارك.
وكان قد غاب عن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا جاكوب زوما، لوجوده فى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، ووجه رسالة مسجلة إلى حضور المؤتمر، لفت فيها إلى أن موضوع المؤتمر ليس فقط يتعلق بالميديا، ولكن بالحكومات، مشيراً إلى أن العديد من البلاد خاضت حروباً من أجل حرية الإعلام، مؤكدا على ضرورة مناقشة تنمية الإعلام، وأكد زوما أن جنوب أفريقيا ستستضيف مؤتمر المناخ الذى تقيمه الأمم المتحدة فى ديسمبر المقبل، وتمنى زوما لجميع حضور المؤتمر مشاركة طيبة.
يذكر أن مؤتمر "هاى واى أفريكا" يعقد دورته هذا العام رقم 15، حيث بدأت أولى فعالياته عام 1997، ويناقش كل عام الإعلام الأفريقى، وقضايا المجتمع الدولى الراهن، وركز فى دوراته السابقة خلال السنوات السبع الماضية، على قضايا الانترنت والديمقراطية، وذكر مقدم الجلسة كريس كواباتو أن المؤتمر سيهتم هذا العام ببناء وحدة للصحفيين الأفارقة لفهم القضايا الراهنة المحيطة بالقارة.
الثورة المصرية تخيم على أجواء مؤتمر الإعلام الأفريقى بـ"كيب تاون"
الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011 03:36 ص